اندلعت اشتباكات عنيفة بين شبان فلسطينيين وقوى أمنية إسرائيلية بعد ظهر أمس في مختلف المدن الفلسطينية في تظاهرات لإحياء يوم الأرض. وأطلقت قوات الاحتلال الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ما أدى إلى إصابة 30 شخصا على حاجز قلنديا العسكري والقدسالشرقية جراء استنشاق الغاز حسبما أعلنت مصادر طبية فلسطينية. وفي القدسالشرقية تظاهر مئات الشبان الذين حملوا الأعلام الفلسطينية قرب باب العمود واشتبكوا مع قوات الشرطة التي أعلنت أنها اعتقلت عددا منهم. وكانت سلطات الاحتلال قد فرضت أمس حظرا على مدينة القدس يشبه الحصار الكامل. وانتشر المئات من رجال الشرطة في أنحاء المدينة وسيرت الدوريات العسكرية والشرطة الراجلة والمحمولة والخيالة. وقالت مصادر إن الإجراءات الأمنية ركزت على القدس القديمة والمسجد الأقصى، كما نصب الجيش المتاريس الحديدية على بوابات البلدة القديمة ومنع الفلسطينيين ممن تقل أعمارهم عن 40 عاما من دخول القدس القديمة أو الصلاة في المسجد الأقصى. كما أغلقت السلطات مدن كفر قدوم وكافة معابر الضفة الغربية. ويحيي الفلسطينيون داخل إسرائيل البالغ عددهم حوالي 1.3 مليون نسمة سنويا يوم الأرض في ذكرى مقتل 6 من أبنائهم برصاص قوات الاحتلال في الثلاثين من مارس 1976 في مواجهات عنيفة ضد مصادرة الأراضي من قبل الدولة العبرية. إلى ذلك أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن المسيرة الرمزية التي انطلقت إحياء ليوم الأرض في أريحا تهدف إلى استقبال الزاحفين الشرفاء. وأضاف في حديث إذاعي أن هذه المسيرات "المارثونية" باتجاه القدس تجدد التأكيد على ضرورة إعادتها إلى خارطة فلسطين، لافتا إلى انطلاق مسيرة أخرى باتجاه قطاع غزة للتشديد على أن الوحدة الوطنية هي الطريق للدولة الفلسطينية الموحدة. وقال "إحياء يوم الأرض هو وفاء للشهداء وتمسك بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية".