لأكثر من ثلاثين عاما ظل صالون الكتاب يتألق في باريس سنة بعد سنة، وفي عامه الحالي ال32 استقبل الصالون ما يقرب من 190 ألف زائر بزيادة حوالي عشرة آلاف زائر عن العام الماضي و30% نسبة الزيادة في طلاب المدارس والجامعات المترددين على الصالون، كما سجل مبيعات قياسية ويرجع هذا النجاح المتنامي، بحسب القائمين على الصالون، إلى الحرص على الاستمرار في القيمة والطابع الشعبي والتطور الدائم واعتباره ساحة مفتوحة للقاء النخبة بالعامة، ما أكد مكانة الصالون الرائدة كفعاليات بين الأحداث الثقافية الفرنسية الكبرى. الصالون 2012 استقبل ما يقرب من الأربعين دولة مشاركة بخلاف اليابان وروسيا ضيفي شرف هذا العام،المتجول بالصالون يمكنه التحدث عما يقرب من ثلاثين ألف مهني متخصص ومساحات لأمناء المكتبات ودور النشر ومركز متخصص لأهم التقنيات السمعية والبصرية وألف ومئتي ناشر تباروا من أجل عرض أهم الإصدارات وأحدثها إلى جانب الكتب القديمة والنادرة، إضافة إلى المساحات المخصصة للندوات والمناقشات وتوقيع الكتب واستعراض أهم تطورات التكنولوجيا الرقمية وعلاقتها بالكتاب ومستقبله. يقول رئيس الصالون ورئيس الاتحاد الوطني للنشر في فرنسا أنطوان جاليمار ل " الوطن" : إن اليابان حاضرة بقوة في هذا الصالون حيث تم استقبال عشرين كاتبا من أشهر كتاب اليابان بعضهم حائز على جائزة نوبل في الآداب، فنحن نحتفي بالكتاب اليابانيين وبعراقة الأدب الياباني وتميزه وذلك في إطار شراكة مع الاتحاد الوطني للنشر وسفارة اليابان وبيت الثقافة الياباني في باريس وغيرهم من الداعمين للتظاهرة. كما يتم الاحتفاء بمدينة موسكوالمدينة الأدبية متعددة الوجوه ولا يسعنا في هذا الإطار إلا الإشادة بقيمة الأدب الروسي الذي تأثرت به أجيال من القراء في جميع أنحاء العالم. بعض المراقبين يذهب إلى أن صالون العام الحالي لم يسلم من المزايدات الانتخابية على مقعد الرئاسة الفرنسية، حيث حرص فرانسوا هولاند المنافس الأكبر للرئيس الحالي على زيارة المعرض وكان أول الأسئلة التي وجهت له: ما هو الكتاب الذي أثر فيك بقوة؟ ورد هولاند: البؤساء لفيكتور هوجو، لأنه يمثل لوحة رهيبة من عدم المساواة الاجتماعية والأهمية الكبرى لكرامة الإنسان، ومن بعد فيكتور هوجو يأتي البيير كامو.