رد رئيس إدارة شؤون المنتخبات الوطنية لكرة القدم محمد المسحل على كل من لامه لعدم تقديمه استقالته عقب خسارة المنتخب الأول أمام أستراليا، بأنه يقوم بأدوار كثيرة أخرى، وجهه إليها الرئيس العام لرعاية الشباب، في مقدمتها وضع الإستراتيجيات وتوظيف الكوادر المهنية التي تساهم في تنفيذ مشاريع تطوير الكرة السعودية، والاهتمام بالفئات السنية من خلال منتخبات البراعم، وإنشاء الأكاديميات الرياضية والعناية بملاعب الأحياء، وزيارات أندية "زين"، وربط علاقات دائمة بين مدرب المنتخب ومدربي الأندية، مشيداً بنجاح إدارته في استقطاب مدرب ريال مدريد وبرشلونة إلى المملكة. وأكد المسحل في حديثه ل"الوطن" أن اتحاد الكرة يدعم لاعبي المملكة للاحتراف الخارجي للاحتكاك بنظرائهم في أوروبا، كاشفاً أنه دعم لاعبي الاتفاق عبدالله الحافظ وإبراهيم الإبراهيم وسيدعم لاعبين من الأهلي وفريق عاصمي، في سبيل نشر الاحتراف الذي سينعكس ايجابياً على المنتخبات السعودية.. كل هذه التفاصيل، وأخرى في سياق الحوار التالي: قدم الأمير نواف بن فيصل استقالته من رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم بشجاعة، لكنك لم تفعل كمدير عام للمنتخبات، لماذا؟ تعييني جاء بتوجيه من الأمير نواف بن فيصل لإنشاء إدارة تعنى بالمنتخبات السعودية ووضع الإستراتيجيات، وتوظيف كوادر مهنية عالية فيما يتعلق بهذا الشأن، وعندما أنتهي من كل هذا، تنتهي مهمتي، وعندئذ يقرر المسؤول عن الرياضة السعودية أمر استمراري من عدمه. ومتى تتوقع أن تنتهي هذه المهمة؟ يتطلب الوضع عاماً إلى عامين، ويفترض أن أعمل عاماً واحداً كحد أدنى، وعامين كحد أقصى، حيث توجد ظروف ذات علاقة بإنشاء هذه الإدارة وتعيين وتدريب الكوادر قد لا تكون منظورة الآن، ولكن ربما نواجهها، فهناك دوائر حكومية لها علاقة بالأمر، ونعتمد على مدى تجاوبها للوصول إلى الكوادر المعنية بالسرعة المطلوبة. ما الذي أنهيته في المهمة التي أنيطت بك حتى الآن؟ أسسنا الإدارة التي لم تكن موجودة في السابق، حيث كانت عبارة عن مكتب صغير، وأنشأنا لوائح انضباطية جديدة، ووظفنا أفضل الوسائل الإدارية والكوادر المهنية العالية، وكذلك وظفنا خبراء فنيين على أعلى مستوى، فلم يكن لدينا في يوم من الأيام مدرب عمل في ريال مدريد مثلاً، ولم يكن لدينا مدرب عمل في برشلونة، واحتفظنا بالكوادر الوطنية التي ستستفيد وتفيد، وشجعناها وقدمنا حوافز مادية كبيرة جداً لها سواء فنية أو إدارية، وأنشأنا منتخبات براعم لم توجد في تاريخ المملكة (منتخب تحت 10 سنوات وتحت 12 سنة وتحت 14 سنة)، ووضعنا هيكلاً فنياً مناسباً بين المنتخبات من (تحت 10 إلى المنتخب الأول)، وبدأنا إعداد مشروع تنسيقي يخص ملاعب الأحياء الرئيسة والفرعية، وقمنا بالاجتماع مع الأجهزة الفنية لجميع الأندية الممتازة، وعقدنا دورات تدريبية للمدربين الوطنيين للتأكد من أنه لديهم نهج فني واضح. ولدينا أمور سنضعها كمشاريع ستكون على مستوى دولة، وليس مستوى منتخبات أو اتحاد القدم أو على رئاسة عامة لرعاية الشباب، منها مثلا الأكاديميات، فالأمير نواف بن فيصل وجه وبشكل مباشر وقوي بأن مشروع الأكاديميات الذي اعتمده يعاد النظر فيه من جديد ولا بد من تفعيله بأسرع وقت ممكن، وهذا له علاقة مباشرة بكرة القدم السعودية وبالتالي المنتخبات، كما أننا نجحنا بإطلاق أول دوري سعودي للبراعم، واتفقنا مع القائمين على وزارة التربية والتعليم ببدء دوري (تحت 12 سنة)، لأن (تحت 14 في الأندية) وسنشرف عليه فنياً وسندعمه بكل قوة. الجميع يتابع انتخاب اتحاد كرة جديد، فهل ستستمر نفس الإستراتيجية التي تعمل بها؟ كل ما تم في هذه الإدارة من بدايتها إلى اليوم لم يتغير، وكل التسهيلات التي كانت متوفرة للإدارة لا تزال كما هي، ودعم الرئيس العام لرعاية الشباب لا يزال قائماً. ما تعليقك على إخفاق المنتخبين الأول والأولمبي؟ الإخفاق وارد، وتعرض المنتخب إلى ظروف مفاجئة في المباراة الأخيرة أمام أستراليا ولم نتأهل، وحتى لو تأهلنا لم نكن سندعي أن منتخبنا الأفضل واستحق التأهل، وعندما لم نتأهل لم نضع مبررات، لأننا نعرف أن هناك ظروفاً كثيرة ومتراكمة أدت إلى ما تعانيه كرتنا بشكل عام، وليس المنتخب الأول فقط، لذا عدم التأهل لم يكن مفاجئاً. هل أصبت شخصياً بالإحباط من إخفاق المنتخبين؟ أي شخص يعمل في مجال تنافسي يشعر بالإحباط إن لم يوفق، خاصة في البداية، مع أن بدايتنا يفترض ألا ترتبط بالنتائج، لكن الجمهور الرياضي دائماً يربط العمل بالنتائج. وكما أسلفت لم أكن أملك عصا سحرية للتأهل للمونديال، هذه ليست مهمتي، بل هي إنشاء إدارة قادرة على العمل على المدى الطويل والاهتمام بالكرة السعودية. وهل يتقبل الجمهور الرياضي بقاء ريكارد على رأس الجهاز الفني للمنتخب؟ كرة القدم لا تعتمد على آراء غير فنية، وإذا كنا سنتجاوب مع الطرح الإعلامي باستمرار المدرب من عدمه، فلن يستمر معنا أي مدرب لأكثر من 6 أشهر في تاريخنا كله.. لا بد أن نستقر وأن نهدأ، وأن نعطي المدرب الوقت الكافي، ونحن نعمل الآن على تثبيت جميع المباريات الودية، حيث سيلعب الأخضر مع الأرجنتين في 14 نوفمبر المقبل بالرياض، وسنكثف زياراتنا للأندية لتقريب وجهات النظر بين المدربين ومدرب المنتخب، وبالذات في الفئات السنية لتوحيد المدرسة الفنية لها، ولدينا دورات لتجهيز المدربين الوطنيين. وكما ذكرنا في لندن وقت توقيع العقد أن المدرب جاء مع طاقمه للاستفادة من مدرسة متكاملة وليس مع مدرب فريق أول فقط. الأندية التي تعاني من عدم وجود ملعب وإمكانات أساسية، ماذا ستستفيد من زياراتكم؟ رئيس النادي بما يعاني من مشاكل عندما يلتقي بمدرب المنتخب الأول ووفد من اتحاد الكرة يزداد حماساً وتركيزاً في العمل، لقد زرنا أندية استقينا منها معلومات فنية عن اللاعبين أكثر، وهناك فائدة من نقاشات مدرب المنتخب ومدربي الأندية. نحن نعتقد أن ريكارد وفريق عمله لديهم الفكر والخبرة في تطور كرة القدم بالعالم، ولهذا يجب الاستفادة منهم، قمنا بشرح طريقة التعامل مع اللاعبين والاستفادة منها للأندية، كما أن مدرب المنتخب يستطيع التعامل مع اللاعبين حسب الإمكانات المتاحة لهم في أنديتهم، بصراحة فوجئت أن الشارع الرياضي لدينا يركز على هذه الزيارات وفائدتها من عدمها، بينما في السابق طالب بها، ونحن نعلم أن كثيراً من مدربي المنتخبات في العالم يهتمون بهذه الزيارات. هل تدعم احتراف اللاعب السعودي خارجياً، وما هو موقفكم من لاعبي الاتفاق عبدالله الحافظ وإبراهيم الإبراهيم كمثال على دعمكم لهما على أرض الواقع؟ بكل تأكيد ندعمه، كما أن تخصيص مثال عن ناد معين غير منطقي، لدينا لاعب في الأهلي سهل له ناديه كل شيء للوصول للبرتغال ووصل، والهلال سخر لياسر القحطاني كل السبل للاحتراف في الإمارات.. نركز على اللاعبين تحت 20 سنة ونريد أن يخوضوا الاحتراف، والجهاز الفني للمنتخب استغرب عند وصوله أن لدينا 40% من مقاعد الاحتراف من اللاعبين الأجانب، ولا يوجد لدينا لاعبون سعوديون في الخارج، ومع وصوله لم يجد سوى ياسر القحطاني محترفاً في الخارج. يجب أن يكون لدينا بعد إستراتيجي، وأن يكون لدينا لاعبون صغار سن محترفون في أوروبا للاحتكاك. سمعنا الدعم الذي أطلقه الأمير نواف بن فيصل عندما قال أريد أن أدعم كل لاعب سعودي يجد بصيص أمل في الاحتراف الخارجي، وهو دعم الحافظ، ومن المؤكد سيدعم الإبراهيم، وكان جاهزاً لدعم لاعب الأهلي الذي وجد الدعم من ناديه، ولدينا لاعبان من ناد عاصمي يخططان للاحتراف الخارجي، ونحن نقول لهما اذهبا واعملا حسب النظام وراعيا مصلحة ناديكما ومصالحكما والنظام، وإذا واجهتكما أي عوائق فسندعمكما. إذن أنتم على مقربة من التدخل متى استدعت الضرورة؟ تدخلنا، وسنتدخل في أي وقت يستدعي دعم لاعب سعودي يجد الفرصة للاحتراف حسب الأنظمة المعمول فيها في "الفيفا".