طهران التي تحتاج إلى دمشق لتحمي صورتها كهلال ذي نفوذ يمتد عبر العراق وسورية وصولا إلى لبنان، فإن هذا الهلال مهدد بالسقوط ومن ثم سقوط مكانة إيران كقطب مؤثر إقليمياً بما لا يمكنها من التفاوض مع الدول الكبرى بقوة وفاعلية خاصة مع مجموعة 5 + 1 وذلك حول برنامجها النووي. وبالمقابل تحتاج سورية إلى إيران كحليف استراتيجي يؤمن لها الحماية من التهديدات الغربية. ويقول مدير مجموعة الدراسات الأوروبية والآسيوية في مركز البحوث الاستراتيجية في طهران محمد شوري "سورية تمثل جبهة للتحالف مع إيران التي تبدو قلقة لفشل حكومة دمشق في إيجاد حلول لمشكلتها. وأضاف "يجب أن تتجه سورية إلى الديمقراطية إذا بقي النظام على قيد الحياة ونحن نراقب وضع هذه الحكومة ونعتقد أن عليها إيجاد حلول عاجلة للأزمة المتصاعدة". وبين شوري أن القيادة الإيرانية ترى أن الثورات العربية "تسير على ذات الأفكار التي أدت لانتصار الثورة الإيرانية، وتمر بنفس المرحلة التي مرت بها إيران قبل ثلاثة عقود"، معتبرا أن الثورات العربية غيرت توازنات القوى الإقليمية في الشرق الأوسط وأفريقيا. وقال "من المقلق أن إيران أصبحت محورية في الأجندة الإقليمية وفي المستقبل لن تكسب كثيراً من إقامة حكومات جديدة في الوطن العربي". وكشفت تقارير إستراتيجية وجود إنقسام داخل الحرس الثوري الإيراني حول استمرارية طهران في نهجها الداعم لنظام الحكم في سورية رغم صور القمع العنيفة التي تسرب بشكل منظم إلى وسائل الإعلام العالمية والتي أصبحت تربط بين الحكومة الإيرانية وما يجري في سورية. وتحمِّل تلك التقارير طهران جزءاً من المسؤولية بعد تحميل روسيا والصين المسؤولية عن تمادي النظام السوري في استخدام العنف ضد المحتجين. وبينت التقارير أن النشاطات الإيرانية تتفاوت في شكلها ونوعها ما بين دعم النظام بالعشرات من خبراء الاستخبارات وإدارة الأزمات ومراقبة الاتصالات والتدريب والتخطيط كجزء من دعم طهران للنظام الحاكم في دمشق، يضاف ذلك إلى الدعم الاقتصادي غير المحدود . وفيما عبرت أوساط سياسية وتنظيمية في الحرس الثوري عن رفضها ما يجري في سورية من قمع لثورة شعبية تشبه ثورة الشعب الإيراني، رصدت نشاطات إيرانية رسمية مع مسؤولين غربيين لبحث مجالات التعاون في الملف السوري.