كشفت تقارير أمريكية حول نتائج زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي آيهود باراك للولايات المتحدة التي اختتمها الأسبوع الماضي، بأن المهمة الأولى له تركزت في السعي نحو حسم موقف واشنطن تجاه القرار الذي تعتزم الأممالمتحدة إصداره بفتح تحقيق مستقل في مجزرة إسرائيل ضد نشطاء السلام على متن سفن أسطول الحرية. أما المهمة الثانية فتركزت حول المطالب الأمريكية التي قدمت لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعرض مبادرة خاصة لإحلال السلام في الشرق الأوسط تبلور الموقف الإسرائيلي من تلك القضية. وقال عضو في الوفد الإسرائيلي إن واشنطن لم تقدم تعهدا واضحا بأن يكون التحقيق الإسرائيلي الذي تشارك فيه أطراف دولية هو التحقيق الوحيد. وتابع "لا يزال الموقف الأمريكي غير واضح من هذه القضية. هناك بعض التردد في مواجهة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي يبدو مصمما على أن تجري المنظمة الدولية تحقيقها الخاص". وكان باراك قد التقى مون في نيويورك عقب دعوة مون لاجتماع ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن لمناقشة قضية إجراء تحقيق مستقل. وتحدث الأعضاء جميعا إلا مندوب الولاياتالمتحدة الذي رفض الإدلاء بكلمة وفضل أن يلوذ بالصمت حتى تحسم واشنطن موقفها من تلك القضية. وقالت قناة " سي. بي. أس" الأمريكية إن مون لم يقدم تعهدا لباراك بالتخلي عن جهود استصدار قرار ببدء تحقيق مستقل. وقال عضو فريق السلام في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، إن المنطق الذي عرضه باراك يتلخص في أن استعداد إسرائيل لتخفيف الحصار على غزة يكفي لإنهاء الضغوط من أجل إجراء تحقيق مستقل ولإعطاء مبرر لمواجهة أي سفن إغاثة أخرى قد تبحر في اتجاه غزة. وأنصت باراك خلال لقائه مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لأسئلة أمريكية محددة كان من بينها ما تنوي إسرائيل القيام به في أعقاب انتهاء مهلة تجميد الاستيطان في سبتمبر المقبل، وما موقفها من قضايا الحل النهائي التي يتعين طرحها بوضوح للانتقال من المفاوضات غير المباشرة إلى المفاوضات المباشرة. وطلبت كلينتون من باراك إيضاحات محددة كي يتسنى لواشنطن الاستعداد لمواجهة تداعيات القرارات الإسرائيلية في هاتين القضيتين. كما طلبت من الوزير الإسرائيلي الامتناع عن أي هدم للمنازل الفلسطينية في القدسالشرقية حتى تضع الحكومة الإسرائيلية خطة واضحة للتعامل مع المفاوضات.