توالت ردود أفعال الإعلاميين الرياضيين على تصريحات عضو هيئة دوري المحترفين حافظ المدلج في قناة الدوري والكأس القطرية، إثر انتقادات وجهت له وللهيئة، متهما بعض الإعلاميين بأنهم مثل البطاقات مسبقة الدفع، وأنهم يتلقون الرشاوى، إلى آخر سلسلة اتهامات أثارت غضبا كبيرا، وقسمت الجميع حيالها، بين مؤيد لما جاء فيها، ورافض لها. وبدا غضب الإعلاميين شديدا من الاتهامات التي طالتهم، واعتبر معظمهم أنها تسيء لهم، وأنها أطلقت من باب تصفية الحسابات ولم تبن على وقائع، ولم يتصف مطلقها بالشجاعة لتسمية الأمور بمسمياتها فأبقاها عائمة معممة. ويؤكد رئيس تحرير صحيفة "قول أون لاين" الإلكترونية خلف ملفي أن هناك فئة عممت تجاربها السابقة في الفساد الإداري والمالي في أنديتها، وأخذت تطلق عنانها تجاه الإعلاميين، في تعميم للفساد، وقال "فتح المدلج موضوعا يختص بجزئية معينة، وهناك فئة لم تفهم المغزى، وأخذت تسم كل من له علاقة بالرياضة بالفساد بالجملة إداريا وفينا وأخلاقيا وفكريا وثقافيا وماليا". وأضاف "المدلج لم يعمم، وقال هناك بعض من يأخذ بطريقة بطاقة مسبقة الدفع، وربما هناك تصفية حسابات مع بعض الزملاء، وهذا أمر لا أستبعده". وعما إن كان هناك إعلاميون يتقاضون أموالا من بعض رؤساء الأندية الرياضية والجهات المرتبطة بها، قال ملفي "منذ أكثر من 20 عاما ونحن نسمع جزئيات بسيطة تزداد مع الوقت، وهناك أشياء موجودة وملموسة، ويعرفها كثيرون داخل الوسط الرياضي، وهناك أشياء تعمم بلا حساب ولا عقاب، ولو كان هناك جهات مرجعية موجودة لما وجدنا هناك من يسيء ويعمم". ويتابع "ما قاله المدلج موجود في كل المجالات، وهيئة مكافحة الفساد لم تنشأ لأجل الرياضة فقط"؟ من جهته يستغرب الكاتب والناقد أحمد الشمراني تنكر المدلج للإعلام الذي قدمه للوسط الرياضي، وقال "اعترف المدلج نفسه أن الإعلام قدمه للاتحاد السعودي وذلك خلال حديث مع الزميل إبراهيم الجابر في القناة الرياضية، حيث كان يكتب مقالة في صحيفة "الرياض" ودخل الوسط الرياضي بترشيح من منصور الخضيري، في وقت لم يكن يعرفه فيه أحد قبل دخوله الإعلام الرياضي". وأضاف "هناك من الإعلاميين من ينافح لأجل المدلج بدافع الميول المشتركة، وهذه للأسف كارثة، لاسيما أن هؤلاء المنافحين كانوا يدعون أنهم حراس فضيلة في الوسط الرياضي، أو عرفهم القارئ أنهم كذلك". وتابع "أعتقد أن تصريح المدلج كشفه على حقيقته للوسط الرياضي، وأثبت أنه ليس ذاك الرجل الذي يستطيع أن يقدم للرياضة السعودية أي شيء، فكيف يمثلنا آسيويا، وأتمنى أن يضطلع الإعلام هذه المرة بدوره، ويبحث عن حقوقه من خلال الجهات الرسمية، ومقولة أن الرجل كان يتحدث باسمه الشخصي وليس صفته الرسمية، فهذا مردود عليه لأنه خرج على الملأ بصفته الرسمية في القناة، وحضر بمنصبه الرسمي، وأتمنى من الزملاء الإعلاميين ألا يمرروا هذا الاتهام الخطير، فهناك قنوات رسمية ستجبره إما بإثبات مقولته، أو تؤكد أن اتهامته كانت لمجرد الهروب من أسئلة إعلامية لم يمتلك لها الإجابة". وأكمل "مشكلة المدلج أنه تخيل نفسه عراب الرياضة السعودية عبر كتاباته وظهوره الإعلامي، وهذه مصيبة المصائب، لكنه انكشف وثبت أنه أقل بكثير من أن يمثل طموحاتنا في الاتحاد الآسيوي، لأنه هرب من سؤال يتعلق بالكرة للسعودية ليتهم الإعلاميين بأنهم مرتشون". وختم "يبدو أن المدلج كان يريد السير على خطى قدوته محمد بن همام حسب تأكيداته، لكنه نسي أن يجيبنا لماذا غادر ابن همام الاتحاد الآسيوي". جستنية والأخطاء ويقول الكاتب والناقد الرياضي عدنان جستنية "ليس كل الإعلاميين منزهين، فهم بشر يخطئون ويصيبون، وهناك معتدل وآخر يجنح لممارسات غير مرضية". وأضاف "ظاهرة تلقي الإعلاميين أموالا من الآخرين موجودة، ولا يجب أن نضحك على أنفسنا وننكرها، لا يمكن أن نسميها ظاهرة". وبين جستنية أن هناك أسماء دخلت الوسط الرياضي في الفترة الأخيرة، وهي تحاول إغراء الإعلاميين، وهناك ضعاف نفوس يستسلمون لتلك الإغراءات، لكن نسبة هؤلاء لا تتجاوز ال1% من مجموع الإعلاميين، وقال "في الوسط الرياضي أناس شرفاء لا يمكن أن يقبلوا هذه الأساليب، ولكن ربما أراد المدلج أن يلفت الأنظار إليه بعد جملة الانتقادات التي وجهت لعمل هيئة دوري المحترفين التي أصبحت الآن (رابطة)، فرد على الإعلاميين الذين انتقدوه وانتقدوها وكأنه يقول هم يستحقون ذلك فقد فتحوا الباب على أنفسهم". لا جديد بدوره يرى الكاتب الرياضي في صحيفة الرياض فياض الشمري أن المدلج لم يأت بجديد في حديثه عن الإعلاميين المنتفعين، منوها إلى أن الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل سبق له التحدث بهذا الأمر في لقاء تلفزيوني قبل أشهر، مشيرا حينها إلى إعلاميين يسترزقون من الإعلام، وأن أحدا لم يتجرأ للرد عليه. وقال الشمري "الوسط الإعلامي مثل أي مجال آخر، فيه فساد، ونسمع أقوالا مخجلة أحيانا، لكن لماذا ثارت ثائرة البعض حول حديث المدلج؟ علما أن هناك صحفا تحفل بالغمز واللمز عن رؤساء أندية يقدمون هبات لبعض الصحفيين، وسبق لصحف أن تورطت في قضايا دون أن تثبت وجود رؤساء أندية يرشون بعض الصحفيين الذين شاهدناهم يلتقطون الصور مع رؤساء الأندية وهم يوقعون مع لاعبين، بل إن بعضهم كأنهم سواقون لرؤساء الأندية، وحينما تحدث المدلج طالبوا بمحاكمته وهم بذلك يرفعون شعار (كاد المريب أن يقول خذوني)". وأضاف "سبق أن فتح هذا الملف في قناة أبوظبيالرياضية، وطرحه محمد نجيب، ولم تكن ردة فعل الإعلاميين بهذه الحدة التي يواجهها المدلج الآن، ربما لأن طرح نجيب يتفق مع أهوائهم". ورفض الشمري الكشف عن أسماء الصحفيين الذين تحدث عنهم، مكتفيا بالقول إن المتابع الذكي يعرفهم. من جانبه، أكد الصحفي بالزميلة الرياضية سعود المغيري أن ما قاله المدلج موجود في الوسط الرياضي، واستدرك "لا أستطيع أن أدخل في ذمم الناس، ولكن الواقع يؤكد ذلك، وهذا الأمر أفرز لنا إعلاما غير نقي، ولكي لا ندعي المثالية هناك إعلاميون يكتسبون من هذه المهنة والإعلام بريء منهم، قد يكون هناك من ينظر لهذه الأموال على أنها مكرمة من مسؤولي الأندية أو مكافآت". النمر يطالب بالشجاعة من ناحيته، طالب الإعلامي عبدالرحمن النمر بألا تطلق الأمور على عواهنها، وقال "نسمع أن هناك هدايا توزع للصحفيين، لكن كان على المدلج عدم التعميم، وكان عليه التحلي بالشجاعة لتحديد أسماء الإعلاميين الذين يتقاضون أموالا، وتحديد أسماء الصحفيين الذين شاهدهم في أوروبا رفقة رؤساء الأندية بدلا من رمي التهمة على الجميع". واتفق الإعلامي محمد الغامدي مع النمر، مشيرا إلى أنه كان عليه أن يحدد المرتزقة الذين كان يقصدهم، مبينا أن الفساد موجود حتى في هيئة دوري المحترفين. وقال الغامدي "يبدو أن المدلج عندما أحس بخروجه من الاتحاد السعودي لكرة القدم هاجم الإعلام، وعليه كشف من يقصدهم بتصريحه". من جانبه، رفض مدير المركز الإعلامي بنادي النصر حمود العصيمي صيغة التعميم التي تحدث بها المدلج، وقال "كان عليه إعلان الأسماء حتى ينبذهم الوسط الإعلامي"، وطالب لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي بالتدخل ومعاقبة المسيء أسوة برؤساء الأندية واللاعبين، كما طالب وزارة الإعلام بأخذ حق الإعلاميين حتى يكون للإعلامي قيمة، وقال "لا يوجد ما يبرر هذا الصمت خاصة وأن المدلج تحدث في قناة فضائية وعلى مرأى الجميع". وأضاف "إذا لم تتدخل هاتان الجهتان نطالب بتدخل هيئة مكافحة الفساد وإعطاء كل ذي حق حقه وإنصاف الإعلاميين النزيهين من المرتزقة".