يفتتح أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل اليوم وبحضور وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ورشة عمل بعنوان: "المسجد وخطبة الجمعة المسؤولية والمشاركة في بناء الإنسان" وذلك بقاعة الاحتفالات بفندق (برج الساعة) بمكةالمكرمة. وتهدف ورشة العمل إلى إبراز وتأكيد الدور المهم الذي يؤديه منبر المسجد والجمعة وبيان مسؤوليته في توجيه أفراد المجتمع ليكونوا فاعلين ومؤثرين وإيجابيين حيال جهود الدولة التنموية في مختلف القطاعات، والمساهمة في البناء الفكري للإنسان السعودي المسلم ليكون صورة مشرقة للنهضة التي تعيشها المملكة في المجالات الاجتماعية والعلمية والاقتصادية، ودعم الخطاب الديني المتوافق مع منهج الوسطية والاعتدال، وتشجيع وتطوير وتنويع مجالات الشراكة المجتمعية بين منبر المسجد والقطاعات الحكومية والخاصة لتناول القضايا التي تخدم الوطن وتصب في صالح المواطن، وكذلك تهدف إلى تشجيع المبادرات الهادفة للأئمة والخطباء لتطوير الأداء وابتكار المشاريع الإبداعية. وتتناول الورشة ثلاثة محاور، الأول منها بعنوان: الدور المأمول للمساهمة في التنمية الشاملة للمملكة وتنمية منطقة مكةالمكرمة، ويبحث في أربعة موضوعات، هي: الأول منها يهدف إلى إبراز مكانة المملكة ومنزلتها بين دول العالم وتميزها بالاستقرار والأمن مقارنة بما تشهده دول المنطقة من الفتن والثورات والقلاقل، وإيضاح الدور المهم الذي تقوم به الحكومة لتحقيق الازدهار والرفاهية والاستقرار للمواطن، من خلال الدعم المالي الكبير والسخي للمشاريع التنموية في شتى المجالات: الصحة، والتعليم، والإسكان، والتوظيف، والتدريب، أما الموضوع الثاني، فيتناول حصول منطقة مكةالمكرمة على النصيب الأوفر من المشاريع التنموية في المملكة، بالنظر إلى خصوصيتها لوجود الكعبة المشرفة والحرم المكي الشريف، وحصولها على استثناءات في المميزات المخصصة لمشاريع المنطقة، والموضوع الثالث، يركز على دور الإنسان السعودي المسلم ومشاركته الإيجابية في التنمية من خلال نبذ ثقافة الإحباط وصولا إلى تقدير وتثمين جميع جهود العاملين في الدولة ورفض المحاولات الرامية لتفشي ثقافة الفساد، أما الموضوع الرابع، فيدعو إلى المشاركة الفعالة في مشروع الضيافة الإسلامية الذي يؤسس لثقافة جديدة للتعامل مع الحجاج والمعتمرين، بدءا من الحث على الابتسامة وحسن التعامل وصولا إلى تقديم الخدمات المتميزة. وفي المحور الثاني للورشة الذي جاء بعنوان: الدور المأمول لترسيخ القيم والمبادئ الإسلامية وتصحيح الأفكار، فيناقش أربعة موضوعات، الأول منها تعزيز مفهوم الوسطية والاعتدال في جميع شؤون الحياة باعتباره المنهج الإسلامي الصحيح الذي تأسست عليه المملكة ووضعته منهجا لها، والثاني نشر القيم الإسلامية في أوساط المجتمع بما يعزز مفهوم الصدق وحسن التعامل والصدق والأمانة والإخلاص وسلامة التفكير وحب العمل، والتمسك بالثوابت الدينية من جهة والانفتاح على العلوم والمعارف الجديدة، والثالث مواجهة الأفكار والممارسات السلبية والخاطئة التي تضر بالمجتمع وتسهم في ترويج الإشاعات وتشويه السمعة وتناقل المعلومات المغلوطة التي تتناقلها وسائل الإعلام وقنوات التواصل الاجتماعي، والموضوع الرابع نبذ الغلو والتطرف في جميع شؤون الحياة واستبداله بثقافة المشاركة والمبادرة والعمل التطوعي الخيري. أما المحور الثالث، وعنوانه: الدول المأمول لأئمة المساجد وخطباء الجوامع، فيناقش أربعة موضوعات، هي: الأول تفعيل دور المسجد ومنبر الجمعة في نشر ثقافة توحيد الكلمة ونبذ الفرقة والخلافات، والثاني تطوير الخطاب الديني بما يتوافق مع متطلبات المرحلة المقبلة، والثالث ابتكار برامج عمل ومبادرات ومشاريع للارتقاء بآليات العمل والمسؤوليات، والرابع تفعيل قنوات التواصل مع كافة شرائح المجتمع، وخاصة الشباب. من جانبه بين وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري أن هنالك دورا مزدوجا ومترابطا بين خطبة الجمعة ومتلقيها، وبين خطيب وإنسان يحضر للجمعة ليستفيد، مؤكدا بأن خطيب الجمعة ملزم بتبصير الإنسان المسلم، وإرشاده لما فيه صلاحه وصلاح المجتمع، مشددا بأن لخطيب الجمعة أثرا بالغا في بيئته ومجتمعه وسامعيه وقومه، واصفا خطيب الجمعة بأنه قرين المربي والمعلم، ورجل الحسبة، والموجه، موضحا أنه وبقدر إحسان خطيب الجمعة وإخلاصه فإنه يتبوأ مكانا في قلوب الناس، ويضع الله القبول له في نفوسهم. مبينا بأن خطيب الجمعة يعتبر أشد فعالية في نفوس الجماهير من أي جهاز آخر وبلسانه ورقة حنانه، وتجرده يقطع جذور الشر في نفوس المجرم، ويبعث في نفسه خشية الله وحب الحق، وقبول العدل ومعاونة الناس، مطالبا خطيب الجمعة أن يؤدي عمله في توجيه وإصلاح الضمائر الحية وتربية النفوس للعلو بها في عمل خالص وجهد متجرد، يرجو ثواب الله ويروم نفع الناس. وشدد الدكتور السديري بأن لخطيب الجمعة عند تأدية عمله على أكمل وجه علامات منها أن يكسو وجهه البهاء والشرف، والرفعة العالية عند الناس، وذلك لشرف العمل ومشقته وعظم المسؤولية وثقل الرسالة، مطالبا خطيب الجمعة حسن الاستعداد والشعور الصادق للمسؤولية، لافتا بأن رسالة خطيب الجمعة هي رسالة الأنبياء والصديقين والصالحين، مشيرا بأن ذلك سبب ليواجه خطيب الجمعة الأذى والعداء، واللوم والنقد. فيما كشف وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون الأوقاف خالد العبداللطيف، بأنه من الضروري استثمار منابر الجمعة فيما ينفع العباد في حياتهم وبعد مماتهم، مؤكدا بأنه من الضروري كذلك الاستفادة من الجمع المباركة فيما يعود على المجتمع بالخير، واصفا انعقاد مثل هذه الورش بالمهم من أجل الاستفادة من خطبة الجمعة في بناء الإنسان وتنمية المكان، وتهدف لتعزيز دور منبر المسجد، ليؤدي دورا فاعلا في تشجيع أبناء المجتمع المسلم ليكونوا صورة مشرقة للنهضة التي تعيشها المملكة في جميع مناحي الحياة الاجتماعية، والعملية والاقتصادية، مشددا بضرورة أن يتحمل كل فرد في هذا المجتمع مسؤوليته. وأشار وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المكلف لشؤون المطبوعات والبحث العملي الدكتور مساعد الحديثي بأن للمسجد أثرا كبيرا في تقوية روابط الأخوة بين أفراد المجتمع المسلم، مشددا بأهمية أن يؤدي القائمون على المساجد سواء خطباء وأئمة ومؤذنين واجباتهم ومهامهم على أكمل وجه مستطاع، والعمل على نشر الوعي من خلال الدراسات والأنشطة التي تنفذ عبر المساجد.