كتب الفريق الأول لكرة القدم بنادي الأخدود "مارد الجنوب" السطر الأخير له في مشواره بدوري الدرجة الثانية، هابطاً إلى مصاف الأندية الريفية، بعد 8 أعوام ظل خلالها يصارع للبقاء في الثانية، منذ هبوطه من الأولى. وحسمت خسارة الفريق أمام نجد في عقر داره بثنائية أمرهبوطه، على الرغم من الحضور المبكر من أعضاء ومحبي وجماهير النادي في المباراة المصيرية لدعمه، إلى جانب رئيس نادي نجران صالح آل مريح ونائبه وأعضاء إدارته. ولم يكن أشد المتشائمين يتوقع ما آلت إليه نتائج الأخدود، بعد أن كان عشاقه ومحبوه يتطلعون إلى البقاء ضمن أندية الثانية ومن ثم الصعود إلى الأولى الموسم المقبل، بعدما لازمهم حلم الصعود عقدا من الزمن وحالهم يقول "محلك راوح"، بيد أن مؤشرات عدم استقرار الوضع توالت تباعاً باستقالة نائب رئيس النادي صالح آل زمانان ومدرب الفريق التونسي محمد العجمي وأمين الصندوق مبارك الغباري، فيما هدد أمين عام النادي مسفر آل معمر بالاستقالة في تصريح ل"الوطن" حال هبوط الفريق. وتتجه أصابع الاتهام فيما آلت إليه المحصلة النهائية بالهبوط والاستقالات المتوالية إلى رئيس النادي صالح كرحان، لانفراده بالرأي وتهميش الأعضاء والخلافات والتحزب وانقسام الأعضاء داخل الإدارة. ولم يستطيع حوالي ثلاثة رؤساء سابقين أن يحققوا حلم النادي بالصعود لدوري الأولى على مدى 8 أعوام قضاها الفريق في مصاف الثانية وهو يصارع للبقاء كل عام،هم جعفر آل سوار، والعميد محمد الوتيد، وصالح آل كرحان. وعلى الرغم من امتلاك النادي لمنشأة رياضية من أفضل المنشآت الرياضية بالمملكة، تتميز بوجود ملاعب مميزة ومدرجات تتسع لنحو 5 آلالف مشجع وإقامة مباريات دوري زين على أرضه لعدم توفر منشأة لجاره نجران إضافة إلى ملاعب رديفة ومزروعة وصالات مغلقة ومبنى للإدارة مكتمل وملاعب سلة وصالات رياضية لكرة الطائرة وملاعب سداسية، إلا أن الحال لم يتحسن. الهبوط بفعل فاعل ومع تأكد هبوط الفريق إلى الثانية، بدت الصدمة على الجميع، وفجر المشرف على كرة القدم بالنادي محمد عقاب الحربي مفاجأة من العيار الثقيل بتصريحه ل"الوطن" أن الفريق اغتيل بفعل فاعل، دون أن يحدد الفاعل، وكيف تم الاغتيال. وبدأت الخلافات تدب في مجلس الإدارة والكل يتهم الآخر, مما دفع جماهير النادي إلى صب جام غضبها على إدارة النادي لعدم التخطيط السليم للفريق رغم وجود الدعم المالي من خلال مبلغ المليوني ريال من الدعم الملكي. وحملت جماهير النادي علة الإدارة، مؤكدة أنها حرمت من الصعود لأندية الدرجة الأولى بعدما كان النادي صاحب صولات وجولات، وأنها اعتادت على حرق الأعصاب والخذلان على مدى 8 أعوام، مشيرة إلى تفريط الفريق بمباريات سهلة بسبب غياب لاعبين وعدم حزم الإدارة والمتابعة بشكل مستمر. بالإضافة إلى الاستعانة بلاعبين من الحواري كل يلعب كيفما شاء. فنيات يقول مدرب الفريق الوطني حمود الصيعري إنه تسلم زمام تدريب الفريق دون توقيع عقد للعلاقة التي تجمعه بإدارة النادي، وكان لديه مشاكل فنية كبيرة، ولم يكن الوقت كافياً لتدارك الوضع عبر 4 مباريات، جمعته أمام الفرق المتصدرة. وحول أسباب هبوط الفريق، قال "كانت أسباباً فنية لعدم جاهزية الفريق، إضافة إلى عدم إقامة معسكرات خلال فترة التوقف، ووجود ما يقارب 8 لاعبين مهددين بالإيقاف في كل مباراة، مما أجبرني على لعب كل مباراة بتشكيلة معينة, كما أن الفريق لم يحقق أي نقطة خارج أرضه". وأضاف "لعل الهبوط يكون في صالح الفريق من خلال إعادة الحسابات والاستفادة من الفرق السنية". وحول تجديده مع الفريق، قال "هذا الحديث سابق لأوانه". وطالب الصيعري بإكمال نصاب الأعضاء بمجلس الإدارة، وإيجاد محاسب مالي كون الرئيس يصرف من جيبه الخاص، إضافة إلى إبعاد اللاعبين الذين لا يستفاد منهم، وبناء فريق جديد. الإدارة السبب من جانبه قال قائد الفريق، حارس مرماه مانع عايض آل عبية الذي استمر في النادي نحو 17 عاماً، إن إدارة النادي هي سبب هبوط الفريق في المقام الأول، لعدم التخطيط السليم وعدم إقامة معسكرات واستقطاب لاعبين مميزين، خصوصاً في خط المقدمة، مضيفاً "كما أن المدرب السابق محمد العجمي يتحمل نسبة 80% من مسؤولية الهبوط، فهو لا يجيد قراءة المباريات". وحول انقطاعه أخيراً، بين أنه كان يحل مشاكل زملائه في الفريق مع الإدارة، إلى جانب طلب مبلغ مالي لمساعدته، مما حدا بالإدارة إلى تجاهله واتهامه بالمساومة للنادي. مسؤولية العجمي بدوره، حمل نائب الرئيس السابق صالح بن يحي آل زمانان إدارة النادي مسؤولية الهبوط، إلى جانب عدم التوفيق في اختيار المدرب السابق محمد العجمي. من جهتها، اتصلت "الوطن" برئيس النادي صالح كرحان لمعرفة رأيه في الهبوط، إلا أنه لم يرد على الاتصالات المتكررة، كما تم إرسال رسالة على جواله لذات الغرض لكنه تغاضى عن الرد عليها أيضاً. وكان آل كرحان قطع على نفسه عهدا في تصريح ل"الوطن" أنه سيقدم استقالته من رئاسة النادي إذا لم يبن فريقاً يقارع الفرق الكبيرة. مغادرة اللاعبين وذكرت مصادر ل"الوطن" أن عدداً من اللاعبين سيتركون الفريق نهائياً، ومنهم اللاعب المهاجم مدرك نتاش الذي تلقى عرضا من نادي نجران، رفضته الإدارة، مما حدا باللاعب إلى الانقطاع عن الفريق خلال الدور الثاني، فيما سيرافقه عدد من اللاعبين.