بابتسامة وحفاوة، استقبلت بنات الملك خالد بن عبدالعزيز "رحمه الله" زائرات معرض "تعرف على خالد" المقام حاليا بكورنيش الخبر. واصطفت كل من الأميرتين الجوهرة وموضي ابنتي الملك خالد، تتبعهما بناتهما وحفيداتهما اللاتي لم يتأخرن عن الإجابة على استفسارات الزائرات حول ما جاء في المعرض من مقتنيات شخصية تخص الملك خالد مثل: المسبحة، والمبخرة والعود والعطور، وسجادة الصلاة، وحافظة الأدوية، والمذياع، ونظارة القراءة، إلى جانب مجموعة من خطاباته وصوره مع عائلته ورؤساء الدول العربية والأجنبية. واستوقفت الزائرات وصية الملك خالد مكتوبة بخط يده بالحبر الأزرق التي أوصى عبرها إخوانه بحفظ الدين وحماية الوطن. ورحبت راعية الحفل الأميرة جواهر بنت نايف بالحضور وقالت "إن المملكة حريصة كل الحرص على كتابة صفحات تاريخها المجيد ويأتي المعرض اليوم ليصور حياة الملك خالد بن عبدالعزيز، ويعرض منجزاته الحضارية والتاريخية والعمرانية وصور من حياته الشخصية"، مؤكدة أن الملك خالد قدم الكثير من الأعمال الخيرية طوال حياته والتي لا يعلمها إلا الله. بعدها استمتعت الحاضرات بفيلم وثائقي عرض سيرة الملك الراحل ومقتطفات من حياته بين العام 1975-1982 فيما دعت المديرة العامة لمؤسسة الملك خالد الخيرية الأميرة البندري بنت عبدالرحمن الفيصل سكان المنطقة الشرقية إلى زيارة المعرض والاستمتاع بمعروضاته من أجل تعريف الأجيال بالراحل وإنجازاته، خاصة وأن 50% من سكان المملكة دون سن 30 عاما فلم يعاصروا الراحل وهم بحاجة للتعرف على مسيرته. وأوضحت الفيصل في حديث ل"الوطن" أن سيرة الملك الراحل مليئة بالأحداث رغم قصر فترة حكمه للمملكة حيث لم يتجاوز حكمه 7 سنوات إلا أن هذه الفترة شهدت الكثير من الأحداث والاضطرابات السياسية التي دونها التاريخ مثل الحرب الأهلية بلبنان، والغزو السوفيتي لأفغانستان، والحرب الإيرانية العراقية. وأكدت أن هذه الأحداث كشفت عن حنكة سياسية وعقل مدبر وفكر حكيم امتاز به الملك الراحل للتعامل مع هذه الأحداث حيث عرف عنه أنه رجل السلام في زمن الحرب. وقالت الأميرة موضي بنت خالد في حديث ل"الوطن": إن والدها كثيرا ما اهتم بالتعليم، وكان يرى أنه أساس نهضة الأمم ولم يكن يفرق بين بناته وأبنائه في المعاملة فالذكر عنده كما الأنثى، مؤكدة أنه كان قريبا جدا من الله، وشديد الحرص على دينه وامتثال أوامر ربه ولم تفارق الأدعية والأذكار اليومية جيبه حيث تمتلئ غرفته بالمصاحف والأذكار والكتب الدينية والمسبحة، وكان دائم التسبيح والاستغفار طوال يومه، سواء كان في المنزل أو السيارة في البلد أو الخارج فإن تحدث أبلغ في حديثه، وإن صمت عن الكلام فالتسبيح لا يفارق لسانه. وأضافت أنه كان نصير المرأة وسندها في كل الأمور والأحداث، وكان العدل أساس تعامله مع الجميع وكانت حادثة الاعتداء على الحرم المكي أسوأ حادثة مرت على الملك خالد، فلم يكن يذق طعم النوم حتى تمكن من ضبط الأمور وحفظ الأمن وقطع دابر الفتنة. يذكر أن المعرض يضم سبع قاعات، ترمز إلى سنوات حكمه الزاهرة منذ عام 1975 وحتى 1982، ويفتح أبوابه للجمهور حتى 19 من جمادى الأولى.