يتوقع اللاجئون السوريون في الأردن مستقبلا قاتما لبلدهم، مؤكدين أن النظام هناك لم يظهر "وجهه القبيح" بعد وأنه يستعد للقيام بالمزيد من سفك الدماء الذي أدى إلى مقتل الآلاف حتى الآن. وبعد مرور عام على الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس بشار الأسد التي انطلقت في منتصف مارس 2011 وأجبرت الآلاف على الفرار من قمع النظام الذي أودى بحياة حوالى 8500 شخص غالبيتهم من المدنيين، يشعر اللاجئون السوريون في الأردن البلد المجاور بالخوف أن الأسوأ قادم. ويقول أيمن جهماني (44 عاما) وهو موظف اتصالات سابق في درعا من شقته في بلدة الرمثا الحدودية التي تقع على بعد 95 كيلومترا شمال عمان على الحدود مع سورية مقابل درعا "نتوقع أن يظهر نظام الأسد وجهه الحقيقي القبيح، وأن يسفك المزيد من الدماء السورية". وأضاف "أنه سيسقط عاجلا أو آجلا لأن الشعب السوري الذي قدم تضحيات كبيرة لن يقبل أبدا أن يواصل مثل هذا النظام المجرم الحكم، لكني أخشى سقوط المزيد من الضحايا". وأوضح أن "السلطات السورية سجنتني وأخي العام الماضي لنحو 50 يوما لأننا شاركنا في المظاهرات، وتحدثنا إلى بعض الصحفيين الأجانب. إنهم لا يريدوننا أن نقول الحقيقة عن جرائم النظام، لقد هربنا إلى الأردن بعد تلقينا الكثير من التهديدات بالقتل". وقال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية راكان المجالي إن حوالى 80 ألف سوري دخلوا البلاد منذ اندلاع الأحداث في سورية. ويعتزم الأردن فتح أول مخيم لاستقبال اللاجئين السوريين قريبا على مساحة 30 دونما في منطقة رباع السرحان في محافظة المفرق (70 كيلومترا شمال عمان) بالقرب من الحدود مع سوريا. وتقدر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عدد اللاجئين السوريين المسجلين في الأردن بين خمسة وثمانية آلاف لاجىء، بينما يقدر عدد الطلاب السوريين الذين تم قبولهم في المدارس الحكومية الأردنية بخمسة آلاف طالب. ومعظم اللاجئين السوريين في الأردن هم من جنوب محافظة درعا، مهد الثورة السورية. وبدوره يقول محمود المصري (حداد، 62 عاما) بينما كان يجلس على الأرض مع أبنائه إن "قوات الأسد تقتل الناس في كل صوب وحدب، بينما العالم يكتفي بمراقبة الشعب وهو يذبح كالخراف". وأضاف "لا أعتقد ان هذا القتل الجماعي سينتهي قريبا بينما العالم يكتفي بكلمات التنديد والإدانة. كيف سيوقف النظام عمليات القتل إذا لم يحاول أحد منعه؟ أعتقد أن النظام يعرف أنه سينتهي لذلك فهو يريد ارتكاب المزيد من الجرائم قبل ذهابه". ويوافق أسامة الطويل، الطبيب البيطري، (44 عاما) ما ذهب إليه المصري ويقول "نحن نقاتل هذا النظام الوحشي وحدنا، إنها ثورة يتيمة". وتابع "لقد ساعد العالم ليبيا في الخلاص من معمر القذافي، ولكنه لا يدعمنا بنفس الطريقة. لن نفقد الأمل. القتل سيتواصل لكنه (الأسد) لن يستطيع قتلنا جميعا". وعلى الرغم من تركهم ذويهم وأحبائهم خلفهم، إلا أن اللاجئين السوريين في الأردن يعتبرون أنفسهم محظوظين بالهروب من "الجحيم" في بلادهم.