لم يتوقع المواطن حسين بن الحسن الشهري أن تكون حال العين الحارة في مركز أحد ثربان بهذا "السوء من ناحية التجهيزات والنظافة والطريق المؤدية إليها، رغم أن العين ذاع صيتها على أن مياهها الكبريتية علاج لبعض الأمراض الجلدية. ولهذا جاء حسين من المنطقة الشرقية إلى محافظة المجاردة في منطقة عسير ليستحم بمياهها، وفوجئ بأنها تقع في منطقة نائية وعليه سلوك طريق سيئة ليصل إليها رغم أنها موقع جيد للسياحة العلاجية. ويروي حسين رحلته من المجاردة إلى الموقع الذي يتوافد إليه المواطنون من مناطق عدة وكذك من دول الخليج العربي، موضحاً أنها استغرقت أكثر من ساعة من محافظة المجاردة عبر الطريق الجديد الذي يربطها بمحافظة القنفذة، ملاحظاً أن الإهمال يبدأ من اللوحة الإرشادية المتهالكة المرمية على جانب الطريق، وعليها إشارة الى موقع العين على مسافة كيلومترين من الشارع الرئيس. ويستغرب حسين كيف أن موقعاً علاجياً بهذه الأهمية يقابله إهمال لا يوصف، ويقول "حتى الهناقر التي وضعتها بلدية المجاردة لتغتسل فيها النساء، توحي أنك في العصر الحجري. فهذه الهناقر تترفع عنها البهائم فما بالك بالشر". والهناقر بدت متهالكة غير نظيفة ومن دون أبواب ولا مصارف للمياه ويضيف: "من يريد الاستحمام يستخدم طرقاً بدائية ومكشوفة في الهواء الطلق بالنسبة للرجال، أما النساء فتصعب عليهن الاستفادة من هذه العين الحارة". المواطن عبد العزيز أحمد الآتي من مدينة أبها، لاحظ أن الاهتمام بالعين الحارة يتراجع، ويقول إن وضعها خلال زيارته السابقة كان أفضل، مشيراً إلى معلومات تفيد بأن الأهالي يتكفلون بإصلاح الطريق على نفقتهم الخاصة. ويضيف: أما هذه المرة فالوضع سيئ، وبخاصة الطريق التي غدت أكثر وعورة ولم يعد بإمكان السيارات الصغيرة سلوكها. ويأمل عبد الله الشمراني أن تجد هذه العين اهتماماً كافياً من محافظ المجاردة ورئيس مركز أحد ثربان ومن رئيس بلدية المجاردة ومن لجنة التنشيط السياحي بالمنطقة "لتظل معلما يندر مثيله في المملكة ومركزاً من مراكز الجذب السياحي بالمنطقة، ليجد الزائرون ما يحتاجون إليه فيها من علاج واستراحة واستجمام بشكل حضاري". مطالب الزوار نقلتها "الوطن" إلى رئيس بلدية المجاردة حمد بن هادي آل درهم وسألته عن وضع العين الحارة وسبل تطويرها والعناية بها، فأجاب: هناك تنسيق مع هيئة السياحة لاستلام الموقع والاهتمام به بشكل أفضل بحكم خبرتهم في هذه المجالات، موضحاً أن بلدية المجاردة طورت في العين الحارة من خلال البناء حولها وتصريف الماء منها. من جانبه، قال رئيس مركز أحد ثربان علي بن حمود النايف إن "هناك عدداً من المخاطبات بخصوص العين الحارة تتضمن توجيه سمو الأمير بالتنسيق مع أمانة منطقة عسير ومع مكتب خدمات كهرباء القنفذة من أجل إيصال التيار الكهربائي إلى الموقع ولكن القصور من البلدية في هذا الجانب". وأضاف النايف: موضوع العين الحارة يعتبر من المواضيع الشائكة التي نسعى بكل جهدنا للاستثمار فيها بالتنسيق مع بلدية المجاردة التي تتذرع بقولها إنه يجب أن تقوم هيئة الآثار والسياحة باستلام الموقع". وتمنى النايف أن يتم تسليم الموقع لهيئة السياحة للاستفادة منه، نافياً وجود تنسيق أو مخاطبات معها بهذا الخصوص. وطالب النايف بلدية المجاردة في حال لم تستلم هيئة السياحة الموقع أن "تقوم بواجبها كاملاً تجاه هذا الموقع أو تقوم بإجراء مناقصة للمواطنين من أجل الاستثمار في هذه البقعة". ولم يخف النايف رغبة كثير من رجال الأعمال الذين حضروا إليه وطالبوا باستثمار الموقع ولكن البلدية لم تتح ذلك للمستثمرين ولم تسهم في تحسين الموقع.