باشرت اللجنة العليا للتحقيق في أحداث فناء المجمع الأكاديمي لكليتي التربية والآداب بأبها، التي وجه بتشكيلها أمير منطقة عسير، الأمير فيصل بن خالد، أعمالها صباح أمس. وعلمت"الوطن" أن اللجنة التي تضم في عضويتها كوادر من إمارة المنطقة والجامعة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدفاع المدني وجهات رقابية، زارت الكليتين وعاينت في مستهل جولتها مرافق وأروقة الكلية ومستوى الخدمات المقدمة للطالبات, ودونت العديد من الملاحظات, على أن يتبع ذلك تقصٍ لمطالب الطالبات ومقارنتها بواقع الكلية وأعداد منتسباتها. وكانت طالبات كليتي التربية والآداب،قد شكون خلال اليومين الماضيين من تدني مستوى النظافة وسيطرة المقيمات من أعضاء هيئات التدريس. وفي رصد ل "الوطن"، اتضح أن معظم مباني كليات البنات التابعة لجامعة الملك خالد مبان مستأجرة، وتشهد كثافة ضخمة في أعداد الطالبات، في حين أن واقعها السيئ لا يتفق مع ما يخصص من ميزانية سنوية بالمليارات للجامعة، كما لوحظ أن بعضا من مباني كليات البنات انتقلت إليها من التعليم العام، وتحديدا عندما كانت بعض الكليات تتبع للرئاسة العامة لتعليم البنات، وهي أشبه بالمدارس الثانوية، وتعاني ترهلاً شديدا ينذر بوقوع خطر على الطالبات، بدليل ما شهده مبنى الكليات العملية في حي الخالدية بأبها من حريق أدى إلى إصابة واختناق 29 طالبة الثلاثاء الموافق 18 /1/ 1433. وفي محافظة بلقرن، أكد (س،ق) "ولي أمر طالبة" أن كلية البنات لديهم تعاني من سطوة عضوات هيئة التدريس من جنسيات عربية، في حين أن هناك من بنات الوطن من هن قادرات على إدارة الكلية، ولفت إلى تعرض بعض الطالبات للظلم على يد المحاضرات، مناشداً إدارة الجامعة بسرعة التدخل لوضع حد لمعاناة الطالبات. وأجمع عدد من أولياء أمور الطالبات، وهم (س،ق، ع،ع، أ،غ) على ضرورة تفهم مسئولي الجامعة لمطالب الطالبات، قائلين إنها لم تأت من فراغ، ولو كانت بيئة التعلم مناسبة لما حدث ما حدث. وأضافوا أن الوقت حان لإحداث تغيير جوهري في بيئة الكليات، تشمل توسعة القاعات الدراسية، وعدم حشر الطالبات، وتهيئة بيئة دراسية مناسبة لهن، وتكثيف أعمال النظافة داخل أروقة الكليات، وتطوير وسائل النقل، وإعادة النظر في تعامل المشرفات والإداريات والمحاضرات مع الطالبات، وعدم الاستخفاف أو تجاهل مطالبهن. وأشار أولياء أمور الطالبات إلى أنه يتعين على إدارة الجامعة الاستفادة من طاقة وإمكانات الحاصلات على شهادات عليا لتوظيفهن كمحاضرات بدلا عن غير السعوديات، وإيجاد آلية عمل سريعة تقضي بتطوير كليات المحافظات التي تعاني إشكالات متعددة في المباني والتجهيزات. التعليم العالي: ننتظر إفادة الجامعة الرياض: محمد الحليلي أكد المتحدث باسم وزارة التعليم العالي الدكتور محمد الحيزان ل"الوطن" أمس، أن وزارته وجهت خطاباً لجامعة الملك خالد بأبها، طلبت فيه إفادتها حول ما حدث، في إشارة إلى الأحداث التي شهدتها الجامعة أخيرا، وتناقلت الصحف ووسائل الإعلام أقاويل متعددة حولها. واقتصر رد الوزارة على هذا التصريح، كونها جهة إشرافية على الجامعات السعودية. يذكر أن مجلس التعليم العالي ينص نظامه في المادة الثانية على أن تتمتع كل جامعة بشخصية معنوية ذات ذمة مالية تعطيها حق التصرف والتقاضي.