احتوت جامعة الملك خالد وبعض الأجهزة المعنية بأبها أمس خروج عدد من طالبات كلية الآداب التابعة للجامعة عن المألوف ومحاولتهن تحقيق مطالبهن بإحداث الفوضى وعدم النظام والتهجم على المشرفات والإداريات مستخدمات طفايات الحريق وخراطيم المياه والعبث بالممتلكات العامة، وذلك بعد يومين من هذه المطالبات تصاعدت وتيرتها ليوم أمس الأربعاء بعد قيام الكثير من الطالبات بالتجمع في فناء الكلية الواقعة على طريق الملك عبدالله بأبها، حيث استنفرت مع هذه الأحداث الأجهزة الأمنية التي تواجدت في الموقع إلى جانب أكثر من 50 عنصرا من أفراد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيما تواجدت فرق الهلال الأحمر والإسعاف والذين قاموا بنقل المصابات إلى عدد من المستشفيات القريبة وعلاج بعض الحالات في نفس الموقع. وكانت شرارة الأحداث قد بدأت منذ الثلاثاء حيث تجمع عدد من الطالبات قدمن خلال تجمعهن عددا من مطالباتهن والتي تتمثل في الاحتجاج على سوء معاملة مشرفات الأمن، وعدم توفير مقاعد، إضافة إلى تدني مستوى النظافة، حيث لم ترفع النفايات منذ ثلاثة أيام، ليواصلن أمس الأربعاء مطالباتهن بشكل أكبر وأوسع من خلال تجمع جميع الطالبات في فناء الكلية وتحديداً بين مبنيي أ و ج، فيما قامت عناصر الأمن النسائي وعدد من الإداريات بمحاولة احتواء الموقف دون تمكن إلا بعد تدخل الأجهزة الأمنية وعناصر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. هذا وقد أصدرت جامعة الملك خالد عصر أمس الأربعاء بياناً صحافياً « حصلت «الجزيرة» على نسخة منه» عن ما حدث وجاء نصه: إنه في يوم الثلاثاء الموافق 13-03-1433ه حدث تجمع لعدد من طالبات كليتي التربية والآداب في أبها داخل فناء المجمع الأكاديمي مصدرين أصوات عالية وسلوكيات تخرج عن النظام المتبع داخل المجمع، ثم تطورت الحالة إلى التهجم على مشرفات الأمن والإداريات وأعضاء هيئة التدريس مدعين بأن لهم مطالبات لم تحقق ومتوعدين بمعاودة الكرة مرة أخرى، وقد اتخذت الجامعة احتياطاتها اللازمة لذلك كما تم إبلاغ الجهات المختصة نظراً لأهمية الموقف وحرصاً على سلامة جميع منسوبات المجمع من طالبات وهيئة إدارية وتعليمية، وفي صباح يوم الأربعاء 14-04-1433ه بدأ التجمع والاحتجاج نتيجة لاستدعاء بعض الطالبات من قبل إدارة الكلية لبحث مطالبهن ومناقشتها معهن. ثم تطور ذلك إلى انتشار الفوضى والعبث بالممتلكات العامة واستخدام طفايات الحريق وخراطيم المياه على الطالبات الأخريات مما أدى إلى حدوث بعض الإغماءات التي تم إسعافها على الفور، وقد اتخذت الجامعة وبمشاركة الجهات المختصة كافة الإجراءات الأمنية التي تحافظ على سلامة الطالبات حتى تم إخلاء المجمع بالكامل. وستقوم الجامعة ببحث وتقصي كافة الأسباب التي أدت إلى ذلك ومعالجتها وفقاً لما تقتضيه المصلحة العامة. وتؤكد الجامعة أن ثقتها في جميع الطالبات كبيرة جداً وأن ما حدث من القلة لا يمثل سلوك طالبات الجامعة على وجه العموم. من جهته قال الناطق الإعلامي بصحة عسير سعيد النقير انه بمتابعة وتوجيهات من مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة عسير د. عبدالله بن محمد الوادعي وجهت إدارة الطوارئ بصحة عسير 8 فرق طبية بقيادة القائد الميداني للطوارئ بصحة عسير يحيى مفرح عسيري وهي مكونة من فريق طبي وسيارات إسعاف إلى موقع كليات التربية للبنات على طريق الملك عبدالله بأبها إثر ما حدث فيه. وأشار النقير أن الفرق الطبية من صحة عسير والهلال الأحمر قد نقلت 22 حالة أغلبها تعاني من الإرهاق وبعض الإغماءات والاختناق بسبب التدافع بين الطالبات. وبين النقير أن الحالات تم تحويلها إلى مستشفيات أحد رفيدة ثلاث حالات والمستشفى العسكري حالتين ومستشفى الخميس المدني حالة واحدة و14 حالة لمستشفى عسير المركزي وحالتين لمستشفى أبها العام إلى جانب معالجة 31 حالة بموقع الحدث. فيما أوضح الناطق الإعلامي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعسير عوض الأسمري بأن الهيئة تلقت بلاغاً للحاجة لتواجدهم حيث تواجد في الموقع 50 عنصراً و26 دورية، حيث استخدم عناصر الهيئة مكبرات الصوت للتواصل مع الطالبات ومع مطالبهن. وكانت جامعة الملك خالد قد أرسلت بياناً صحافياً في وقت متأخر من مساء الثلاثاء قالت خلاله «نظرًا لما أثير مؤخرًا من قيام عدد من الطالبات بالتجمع في كلية الآداب والتربية بأبها فقد تم التواصل مع الجهات المعنية في الجامعة؛ لتجلية أسباب التجمع، وقد أفادت بأن مبعث ذلك هو تذمر الطالبات من بقايا النفايات والتي يقوم بجمعها عمال النظافة في مساء كل يوم، بترتيب وتنسيق من مسؤولي الأمن والسلامة بالكلية، وقد دأبت الكلية على استقبال طالبات الثانوية المتقدمات للتسجيل في اختبار القياس، بحيث لا يتعارض ذلك مع أعمال النظافة، ولكن بذرة المشكلة نشأت من تهجم أحد أولياء أمور طالبات القياس على الأمن والسلامة وعلى عمال النظافة وطردهم -تحت التهديد- مع أن الكلية قد وضعت آلية لتنظيف العمال في المباني التي لا يوجد بها أحد، وتحت التهديد هرب عمال النظافة، وأدى ذلك لتراكم النفايات، وزاد من تفاقم الوضع أن عددًا من الطالبات تجمهرن على إثر ذلك -رغم معالجة الوضع مع شركة النظافة كالمعتاد- وقمن بخلق حالة من الفوضى وعلى أثره تم فتح الأبواب للطالبات للانصراف إلى الباصات، بعد التنسيق بين الكلية والجهات المعنية في الجامعة، واستمرت حالة الفوضى بين الطالبات قبل انصرافهن تمامًا إلى منازلهن. وقد أوضحت الجامعة أن الأبواب مفتوحة لتلقي شكاوى الطالبات واقتراحاتهن، وأن مثل هذه الفوضى لا تخدم العملية التعليمية، ولا تعبر عما تعيشه بلادنا الغالية من سكينة وأمان، ولا تعكس ما ينبغي أن تكون عليه الطالبة الجامعية من وعي ومسؤولية، لا سيما وأنها نشأت في بيئة مدركة، وتربّت تربية صالحة واعية. الجدير ذكره بأنه يدرس في هذه الكلية أكثر من ثمانية آلاف طالبة.