باتت كثير من ساحات المدارس في محافظة رنية مواقع للمراهقين لممارسة التفحيط؛ حيث يتبارون فيه بإظهار "مهاراتهم" من دون أن يقيموا وزناً لسلامة الطلاب خصوصاً مع بدء الدوام صباحاً ونهايته. ويضع محمد مبارك السبيعي، وهو من سكان رنية، يده على قلبه كل يوم حتى يعود أبناؤه سالمين من المدرسة. والسبب أن موقع المدرسة، كغيرها من مدارس البلد، حوّله بعض المراهقين المفحطين إلى ساحة تفحيط. وعوامل خوف السبيعي وكثير سواه من أولياء الأمور، لم تأتِ من فراغ بل من فاجعة ألمّت به نتيجة وفاة ابن أخته، وهو طالب في الصف الأول الثانوي، في حادث مروع الأسبوع الماضي أمام مدرسة البحتري حين كان يوصل أشقاءه إليها. ومن جانبه، يعتبر مدير مدرسة البحتري فهيد ناصر الحواف أن وقوع المدرسة على تقاطع طريقين رئيسين واسعين يستقطب الشباب المفحطين، مؤكداً وقوع عدد كبير من الحوادث جميعها مسجل لدى الجهات الأمنية وآخرها حادث الأسبوع الماضي لطالبين في الصف الأول الثانوي أحدهما توفي، والثاني أصيب ونجا من موت محقق. ويوضح مدير مدرسة رنية الابتدائية مترك تركي السبيعي أن طلاب المرحلة الابتدائية في مدرسته التي تقع على ثلاثة شوارع، هم أكثر من يتعرض للحوادث بسبب الزحام أثناء دخول الطلاب وكذلك أثناء انصرافهم، مشيراً إلى "تعرض عدد من أبنائنا الطلاب لحوادث عدة بسبب عدم وجود مطبات وغياب الوجود الأمني وتمت مخاطبة الجهات الأمنية ومكتب التربية لحل هذه المشكلة". من جانبه، أكد مدير مكتب التربية والتعليم في رنية حسن مبارك السبيعي أنه وسط المحافظة يوجد عدد من المدارس تحتاج لوضع مطبات اصطناعية، وتمت مخاطبة محافظة رنية لتوجيه وحدة رخص رنية بتحديد أماكن وضع المطبات اللازمة أمام المدارس التالية: ابتدائية رنية، ومتوسطة البحتري، وابتدائية ومتوسطة وثانوية العمائر وثانوية رنية، وذلك للضرورة القصوى ولمعالجة مشكلات السرعة الجنونية أمام المدارس، وظاهرة التفحيط التي راح ضحيتها أطفال وممتلكات خاصة وعامة وأصبحت ظاهرة تؤرق المجتمع. إلى ذلك، أعلن مدير مرور رنية الرائد محمد عبدالله السبيعي، تشكيل لجنة للتجول في المحافظة وتسجيل المواقع التي تحتاج إلى مطبات اصطناعية، وأقرت اللجنة 11 موقعاً داخل المحافظة من بينها المدارس السابقة نظراً لكثرة الحوادث التي تعرض لها الطلاب يتم تنفيذها في القريب العاجل.