دعا خبراء عالميون شاركو في آخر أيام منتدى جدة الاقتصادي أمس إلى اعتماد السعودية والدول العربية على القيم الإسلامية في إطلاق "العلامات التجارية" الجديدة، وشددوا على أهمية تحقيق الأصالة والتميز والابتعاد عن تقليد الغرب. فيما صوت المشاركون في الجلسة الأولى التي خصصت ل(العلامات التجارية العربية عولمة استحداث القيمة إقليمياً) أمس، على أن "المنتجات الإسلامية" كأفضل السبل التي يمكن أن تتبعها المملكة لبناء اقتصاد قوي بعد البترول. وتساءل الرئيس التنفيذي ل"دينار ستاندرد" رفيق الدين شيكو: كيف يشكل المسلمون ربع سكان العالم وفي الوقت نفسه يتجهون إلى تقليد الغرب في العلامات التجارية؟ واستطرد: المسلمون يستمدون كل أمور حياتهم من قيم هذا الدين الحنيف التي تؤثر كثيراً على الصناعات في مجال الغذاء والتمويل والتربية والتعليم والترفيه، وكل هذه القطاعات لها تأثير مباشر، وتملك جاذبية على المستوى العالمي وفي الجانب الخيري، وشخصياً أرى أن أفضل الممارسات العالمية هي التي تعتمد على الأصالة والإخلاص وهي أمور مرتبطة بالقيم الإسلامية، وهي العامل الأساسي نفسه لنجاح وتميز العلامة التجارية. وأضاف: في ألمانيا على سبيل المثال تعتبر الجودة هي الأساس للعلامة التجارية، وهناك سفراء لهذه العلامات التجارية مثل سيارات المرسيدس وبي إم دبليو، والحكومة تدعم هذه الشركات، وهناك بنية تحتية قوية، علاوة على أن ثقافة المجتمع نفسها تتعلق بالجودة العالية.. وفي هذا السياق ينبغي أن نتساءل أين نقف نحن الآن؟ الواقع يقول إن العالم العربي والإسلامي ما زال بعيداً عن خلق علامات تجارية مميزة على المستوى العالمي، فقد أجرينا دراسة مقارنة على أفضل 100 علامة تجارية في العالم، وقارناها بأفضل 100 علامة في العالم الإسلامي، ووجدنا أن الفجوة كبيرة تتعلق بالابتكار والتسويق، لذلك نوصي بثلاث جوانب أساسية: إعادة التأهيل، وتحسين بيئة الشركات، والانسجام بين العلامة التجارية والمنتج. وأشار إلى أن هناك علامات سعودية لها جاذبية على المستوى الدولي مثل الراجحي، بتيل، المراعي، وغيرها، ومن المهم أن نصبغ العلامات التجارية بقيمنا الإسلامية، مبينا أن الأخيرة وحدها القادرة على خلق علامة مميزة للعالم العربي. من جانبه قال الدكتور عطا أتمار الرئيس التنفيذي لشركة بتيل السعودية: قبل إطلاق علامتنا كانت التمور علامة عادية.. لكن نجحنا في أن نغزو العالم كله من خلال فكرة بسيطة ورائعة، بدأت في الرياض ووصلت إلى جميع مناطق المملكة قبل أن ننتشر في دول العالم، أنشأنا قنواتنا التوزيعية الخاصة، وكان لدينا نظام تجارة تجزئة نفذ في الرياض، ولم يقدر الناس المنتج فحسب، بل قرروا إرساله كهدايا إلى أصدقائهم في جميع دول العالم، استثمرنا ذلك بشكل جيد، وجعلنا المصنع ينتج أنواعا أخرى، وانتقلنا إلى منتجات غذائية مثل المربى والحلويات ودخلنا سوق الشوكولاتة والبسكوت، وانتقلنا إلى دبي وكانت ردة فعل العملاء إيجابية. وأضاف قامت علاماتنا التجارية على الجودة والإبداع والأصالة، لم نستنسخ تجارب الآخرين لكننا ابتدعنا شيئا خاصا بنا، وبات لدينا متخصص في البحث والتطوير ومتخصصون في العلامة التجارية. وأوضح حسام عبدالقادر مدير العلاقات العامة بشركة المراعي أنه عند انضمامه للشركة كان عدد العاملين لا يتجاوز 3000 شخص، وفي السنوات الماضية باتت الشركة توظف عددا كبيرا وأصبح عدد العاملين في الشركة 22500 شخص، حيث صار لديها موظف جديد كل ساعتين، كما ساعدت العلامة التجارية المتميزة على التوسع والنجاح، وطورت إمكانات الشركة بشكل كبير فأصبح ليها 135000 بقرة موزعة على 7 مزارع، ولو وقفت في صف واحد وبدأت في الرياض ستصل إلى الدمام، كما أن هناك 3000 شاحنة تتحرك يومياً في وقت واحد لتوزيع الألبان الطازجة ومشتقاتها. وقال عبدالقادر: صنفتنا مجلة فورد على أننا من أبرز العلامات التجارية في منطقة الشرق الأوسط، ونجحنا في إضافة القيمة من خلال الالتزام بالجودة التي جعلناها تأتي أولاً، فنحن نتواصل مع عملائنا، علاوة على التركيز على الجانب البصري الذي يعتبر جاذباً ونفتخر بأننا منتجون محليون نوفر منتجا ذا قيمة وجودة عالمية، وأتصور أن السر الكبير وراء نجاحنا يعود إلى الجودة ونطمح في مزيد، لدينا بيانات من السوق، تؤكد أننا نجلس في المركز الأول في سوق الألبان بمنطقة الخليج العربي. وشدد مايكل بنسون المدير الإقليمي انتربراند أنه بإمكان أي شخص أن يبتكر علامة تجارية تغير وجه العالم كله.. وقال: أنشأنا بعض العلامات التجارية الرائدة في العالم، وكل عام نقدم قائمة تحمل أفضل 100 علامة في العالم، وهذا يتيح التعرف بشكل دقيق على هذا العالم من الداخل، وندرك أن العلامة التجارية تلعب دوراً مهماً في كل قرار شراء يتخذ بغض النظر عن نوع المنتج.. وإذا كانت لديك علامة تجارية قوية ستتيح لك الحصول على عملاء جدد، وستميزك عن الآخرين وتزيد هامش الربح، وسيكون لدى العميل ولاء كبير لك، وهناك فوائد أخرى لا يدركها الآخرون أهمها أن العلامة المميزة تقلل التكلفة. وتابع: العلامة التجارية ليست مجرد شعار.. بل أكثر من ذلك.. فهي الموجه لكل أعمال الشركات الكبيرة ومحور عملها سواء في التوظيف أو تطوير العمل. وأضاف لنا في جوجل عبرة فهي تعطي لموظفيها وقتا للراحة ليفكروا في الابتكار والإبداع، كما أن شركة بورش لديها 6 آلاف براءة اختراع، أما نايكي فكان ينظر إليها على أنها مصدر للشر، وباتت الآن من الأشياء المحببة للناس، آبل نموذج رائع من خلال الفن الموجود في كل أشكالها، والمراعي مثال رائع للعلامة التجارية التي تحقق المصداقية، وكذلك شركتا الاتصالات وموبايلي في السعودية، والعناصر الأساسية لتكوين علامة ناجحة هو أن نجعلها في بؤرة اهتمامنا وأن نبتعد عن التقليد ونسعى لابتكار شيء يتعلق بالمنتج.