هبة جمال هي أصغرهن سناً، هادئة لا تفارق الابتسامة وجهها، كلماتها تحمل من العقل بقدر ما تحمل من النعومة، خاصة أنها واحدة من فارسات "كلام نواعم" الأربع. في الأساس هي مصممة أزياء، إلا أن صدفة استضافتها في برنامج "كلام نواعم" على محطة "إم بي سي"، جعلتها فيما بعد واحدة من مقدماته. و"هبة" واحدة من السعوديات اللواتي أثبتن جدارتهن وكفاءتهن في العمل، لأنها تحب الإتقان والدقة والمثابرة، وتعتبر أن دورها كإعلامية يخدم الكثير من القضايا من أجل المرأة العربية، والخليجية بشكل خاص. التقيناها ، فكان هذا الحوار.. ماذا تعني لك استمرارية برنامج "كلام نواعم"، ولا سيما أنك منضمة إليه منذ أربع سنوات؟ أولاً أحمد الله على هذا التوفيق، والاستمرارية تعني مسؤولية أكبر، ومصداقية أكثر. هذا النجاح نتشاركه كلنا كفريق عمل في البرنامج، سواء من يظهر أمام الكاميرا، أو من يعمل خلفها. كما أن ثقة القناة تعطينا دافعاً أكبر للتطوير، وبالنسبة لي فكل يوم يمر أتعلم فيه أكثر وأكثر، بحكم حجم البرنامج وجماهيريته وضيوفه، وتنوع فقراته، وأيضاً تنوع مشاركتنا، من الأستديو وصولاً إلى التقارير الميدانية، وهو ما يضيف خبرة وتنوعاً إلى تجربتي الإعلامية. يشاركك في تقديم البرنامج زميلات من جنسيات عربية مختلفة، كيف توزعون الأدوار خلال حلقات البرنامج؟ برنامج "كلام نواعم" يرتكز على فريق إعداد لديه خبرة مهمة. وغالباً لا نوزع الأدوار بشكل مقصود، ولكن الأمر يأتي مع الممارسة في العمل، ومحاولة كل مذيعة مراعاة الأخريات في البرنامج، وبالتالي منحهن الفرصة والتفاعل. أنت مصممة أزياء أصبحت إعلامية، لماذا غلب الطابع الإعلامي على التصميم لديك؟ بدأت العمل مع والدتي في الأزياء، وأنا في المرحلة المتوسطة في المدرسة، وانضممت إلى برنامج "كلام نواعم" وأنا في السنة الأخيرة بالجامعة، فكانت مرحلة مميزة ما بين الدراسة والعمل في الأزياء والإعلام. بعدما تخرجت تفرغت للإعلام والأزياء، وخضعت لدورات لتطوير نفسي ومهاراتي. ثم تزوجت، وكنت ما أزال في بداية حياتي العملية. عملي بدأ في مرحلة دراستي، وبالتالي فإن الحكم على مستقبلي في الأزياء مبكر جداً، ولدي مجموعة من الأفكار الخاصة بالأزياء في الفترة المقبلة. إلى أي مدى يلعب الإعلام دوراً في تغيير النظرة إلى المرأة العربية؟ أتمنى أن أكون على قدر المسؤولية، والإعلام مرآة للمجتمع بعيوبه وحسناته. هناك الخير والشر في كل بلد، لكن دور الإعلام تسليط الضوء على الأخطاء، والمشاكل، والعقبات وإثارتها، وقد يحاول الإعلام المساعدة في الوصول إلى حل، وليس بالضرورة أن يقدم الحلول دائماً، لكنه قد يعرض العيوب والمشاكل على أهل الاختصاص، الإعلام مكبر للمجتمع، وعلينا ألا نخجل من عيوبنا، وإنما نفكر في الحلول ونتوجه نحوها. ما هي القضية التي تعتبرينها قضيتك كامرأة سعودية، وتعملين من أجلها عبر الإعلام؟ تهمني قضية حصول المرأة على حقوقها في العمل، وهناك أيضا قضية هامة لشرائح متنوعة في المجتمع، هي مفاجأة إنسانية، قررت أنا وزوجي أن نقدمها خلال العام كخطوة أولى لمشروع نود تنفيذه على أرض الواقع. ماذا يطور العمل لديك؟ العمل أساسي في حياتي، أستمتع بالتحدي وبخبرات العمل، وبالتواصل مع الآخرين، وحب العمل يمنحني حباً أكبر للحياة، ووالدتي لها الأثر الأكبر في حبي للعمل واحترامي له، والتزامي الدائم مهما كانت الظروف، وكذلك والدي، وحالياً زوجي. من خلال البرنامج.. ما الذي تريدين تقديمه لوطنك الذي تمثلينه؟ يشرفني أني أمثل أطهر أرض، أرض الحرمين، وأتمنى أن أعبّر عن المرأة العاملة المكافحة من أجل إثبات ذاتها والمشاركة في تحريك عجلة الإنتاج في الوطن. المرأة هي نصف طاقة المجتمع وروحه، وهي التي تربّي وترعى النصف الآخر، والشعب السعودي شعب راق كريم ذكي ويتمتع بالوعي، وأتمنى أن أقدم صورة مشرفة عن المرأة السعودية بشكل خاص، والمرأة العربية بشكل عام، وأساعد بنات جيلي للمساهمة في البناء. محطة إم بي سي كانت فاتحة خير لك على الصعيد المهني، والشخصي بالزواج من زميلك الإعلامي السعودي ناصر الصرامي، مدير الإعلام في قناة "العربية". ماذا تتوقعين بعد منها؟ ما شاء الله... (تضحك) أشعر أني ابنة "إم بي سي" إعلامياً، وشرفتني ثقة القناة منذ البداية، أنا محبة جداً للإعلام، ومحبة جداً لزوجي. أشكر إم بي سي. وإن شاء الله تهديني أكثر. متى سيكون لك برنامجك الخاص الذي تقدمينه بمفردك؟ أنا سعيدة بتجربتي في "كلام نواعم" الذي يزيد من خبرتي وتجربتي الإعلامية بفضل تنوعه. أما الحديث عن برنامج خاص بي، فأتركه للمستقبل. العائلة لا تكتمل إلا مع الأولاد. ماذا تعني لك الأمومة؟ أستشعر الأمومة من عظمة والدتي حفظها الله وأطال عمرها ومن محبتها وعطائها اللذين تعجز الكلمات عن وصفهما، دائماً أسمعها تقول إنها أحست بجمال الحياة بعد أن أنجبتني، وأن حياتها بعدي تغيرت. شخصياً أحب الأطفال، وأحب العطاء لمن حولي، وبالطبع أتمنى أن أصبح أماً. أنت امرأة عاملة وزوجة وربة منزل، أي صفة أحب إلى قلبك، ولماذا؟ كل صفة لها نكهتها. نجاح العمل وتحدياته متعة، والزوجة تعني إحساساً مختلفاً، إحساس الشراكة في الحياة، والزواج ينوّر الحياة، ويفتح آفاقاً مختلفة، ويمنح الزوجة طاقة أكبر وتحدياً ونجاحاً وإثباتاً للذات. أما بالنسبة لصفة ربة منزل، فهل هناك أجمل من أن يأكل زوجي طبخة من يدي، وأسمع كلمتين حلوتين منه، وهل هناك أجمل من إحساس الاهتمام بالشريك ومشاركته في قرارات المستقبل والمناقشة والحوار.