هكذا قدم الملك نفسه، هو عنوان الفقرات التي كتب فيها الدكتور فهد العرابي الحارثي عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في آخر كتبه " هؤلاء وأنا". جاءت الأنا متأخرة عمن اختار الكاتب الحديث عنهم، لاعتبارات رأى فيها الكاتب نفسه تلميذا لهم مبررا ذلك بقوله: تعلمت من هؤلاء ومن غيرهم، كيف أفكر، وكيف أشعر، وكيف أكتب وأتكلم، وكيف أحزن وأفرح، وكيف أحب، وكيف أتصور المستقبل. نحن معرضون للتعلم ممن نتفق معهم في الأفكار وفي المزاج، كما نتعلم في الوقت ذاته من الذين نختلف معهم وهنا في هذا الكتاب أناس أتفق معهم في أشياء، وأختلف في أشياء. وفيه أيضاً أناس لا ألتقي معهم في أي شيء البتة، لكني تعلمت من الجميع". يقع الكتاب في 530 صفحة من القطع الكبير، ويسرد فيه الكاتب انطباعاته عن 60 شخصية قابلها أو عرفها أو قرأ عنها، فما بين عبد المجيد الزهراني وهو كاتب وشاعر شاب عنون موضوعه عنه بعبارة "عفوية لا تقبل الاحتمالات"، إلى لوركا الشاعر الإسباني الشهير 1898 1936 يفتح الحارثي بوابات انطباعاته على شخصيات عربية وعالمية: ملوك، رؤساء، مفكرين، رجال دين، شعراء، فنانين، وأصدقاء. ولم ينسَ بالطبع شقيقه الذي كتب له تحت عنوان "علمني كيف أقرأ" تعلمت على يد أخي وحبيبي أشياء كثيرة، وأنا مدين له بكل ما عندي على تواضعه. علمني كيف أقرأ، وعلمني كيف أفكر، وعلمني كيف أحب، وعلمني كيف أكون أنا هو، وكيف يكون هو أنا. فماذا أقدم له غير الاعتراف بأنني صنيعته. من أهم الشخصيات التي كتب عنها الحارثي الملك عبد الله بن عبد العزيز بعنوان "هكذا قدم الملك نفسه" حيث قال "هذا هو عبدالله بن عبدالعزيز، أفقاً فكرياً، ورحابةً عقلية ووجدانية، وقد امتدت رؤيته الحضارية هذه ليعمل على إطلاق مبادرته العالمية في "حوار الحضارات" أو حوار أتباع الأديان على مستوى العالم كله، وهو بذلك قد أعطى صورة نموذجية للانفتاح الذي هو جزء أصيل في شخصيته، وفي تصوره للحضارة البشرية في تداخلها الإيجابي، من أجل استقرار العالم، ومن أجل مواصلته البناء والتعاون..هكذا قدَّم عبدالله نفسه لأهله وللعالم.