كما يقول المثل «أعقل الناس، أعذرهم للناس» فإن هذا الكتاب يمنح قارئه مزيدا من الفرص للتحرر من قيود الاعتذار من خلال التعامل السلس مع الاخرين دون لبس أو ما يمكن أن يساء فهمه ويوجب الاعتذار، يقول كاتبه «أمضيت عام 2006 مستغرقا في تعاليم «لاوتزو» القديمة، فعكفت على دراسة مجلده الأثري Tao Ching. قرأت وتأملت وعشت، ثم كتبت مقالا عن كل بيت من الأبيات الواحدة والثمانين للكتاب، والذي وصفه العديدون بأنه أكثر الكتب التي تم تأليفها حكمة. ومجموعة المقالات تلك تحمل عنوان Change Your Thoughts – Change Your Life: Living the Tao. وقد تعلمت بما يجب أن أفكر – وأمارس ما تعلمته حتى اليوم – على الرغم من أن كل ما علمني إياه «لاوتزو» في هذا العام يفوق قدراتي على الوصف». ويضيف «أجدني الآن أختار أفكارا مرنة، وليست جامدة؛ رقيقة وليست قاسية، أفكر بتواضع وليس بعجرفة؛ بانفصال وليس باتصال، أتمرس على التفكير في أهداف صغيرة وإنجاز أشياء كبيرة، بالإضافة إلى التمرس على التفكير بتناغم مع الطبيعة وليس مع نفسي، لقد صارت فكرة عدم التدخل تحل محل التوسط وإسداء النصح، صرت أفضل الحلو السليمة عن مفهوم الصراع لفض النزاعات، استبدلت الطموح بالرضا، والكفاح بالتأني، والأهم من كل هذا، صرت أختار أفكارا متجانسة مع الله عز وجل وليس مع أوهام أهمية الذات التي تولدها الأنا». ويستطرد المؤلف «هذا الكتاب خضع كذلك لتأثر المعلم البارز «لاوتزو». فما أن Tao Te Ching علمني نوع التفكير المتناغم مع الكون، طلبت من «لاوتزو» أن يسديني النصح حول كيفية تغيير عادات التفكير المتأصلة منذ فترة طويلة. فأدركت أن معرفة ما يجب التفكير بشأنه لا توضح لنا بالضرورة كيفية تغيير فكر ظل يلازمنا طوال حياتنا. وهكذا، استقيت الحكمة من «لاوتزو» من خلال التفكير في تعاليمه وطلب إرشاده فيما يختص بما يتطلبه الأمر لتغيير عادت تفكير متأصلة تتجسد في صورة أعذار ومبررات. وخلال عملية تأليف شعرت بأن ثمة قوة أكبر من نفسي توجهني، تطور نماذج حياة بلا أعذار بمساعدة هذا الرجل الذي يدعي «لاوتزو» الذي عاش منذ أكثر من 2500 عام مضت». ويشير إلى نقطة جوهرية في تغيير السلوك والعادات «إن كنت جادا بشأن تغيير أي عادات تفكير متأصلة بداخلك قادتك إلى استخدام الأعذار كمبرر للبقاء كما أنت، فأنا أشجعك إذن على إتباع الممارسات الواردة بهذه الصفحات، قال الشاعر العظيم راينر ماريايلكي ذات مرة: فيما وراء أجسادنا التي تحمل أسماءنا يوجد ما لا اسم له: كوننا وموطننا الحقيقي. وأحب أن أضيف: فيما وراء عالم أعذارنا توجد إرادة الله؛ أطلق العنان لنفسك لتعيش من منطلقها وستتبدد كل هذه الأعذار حتى يضحى بمقدورك العودة للوطن للأبد دون الخروج منه ثانية».