صدر حديثًا كتاب جديد للدكتور فهد العرابي الحارثي في 530 صفحة من القطع الكبير بعنوان «هؤلاء.. وأنا» يتحدث فيه عن أكثر من 60 شخصية سياسية وثقافية وأدبية واجتماعية وفنية وإعلامية وإدارية من مختلف بلدان العالم. من العرب وغير العرب، ممن استوقفتهم ذاكرة المؤلف. يقول الدكتور العرابي في مقدمة الكتاب: هناك أسماء كثيرة تعبر الذاكرة بعضها يقيم فيها وبعضها يغيب ثم يعود وبعضها يمضي ثم لا يعود أبدًا وكلها تترك عند المرء شيئًا منها قطعًا من عقلها وبعضًا من وجدانها ومن سلوكها وتصرفاتها تترك موقفًا، أو فكرة أو مجرد لحظة لا نعرف كيف نصفها أحيانًا، وجاءت فكرة هذا الكتاب محاولة لإعادة «الاتصال» بتلك الأسماء، نكتبها مرة، وتكتبنا هي مرات. وأشار قائلا: لقد قمت بكتابة موضوعات هذا الكتاب في أوقات متفاوتة ولم أستغرق كل الأسماء التي تعبر الذاكرة فالذاكرة مازالت محتشدة بأسماء أخرى ربما يحين وقت فأكتبها وتكتبني. وتابع: تعلمت من هؤلاء ومن غيرهم كيف أفكر وكيف أشعر وكيف أكتب وأتكلم وكيف أحزن وأفرح، وكيف أتصور المستقبل. نحن معرضون للتعلم ممن نتفق معهم في الأفكار وفي المزاج، كما نتعلم في الوقت ذاته من الذين نختلف معهم وهنا في هذا الكتاب أناس أتفق معهم في أشياء، وأختلف في أشياء. وفيه أيضًا أناس لا ألتقي معهم في أي شيء البتة، لكني تعلمت من الجميع. وقد تحدث الدكتور العرابي في هذا الكتاب عن أكثر من 60 شخصية عربية وغير عربية، ومنها: الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسلمان بن عبدالعزيز، وعبدالعزيز بن باز، وخالد الفيصل، وبدر بن عبدالمحسن، وعزيز ضياء، وحمد الجاسر، وحمد الحجي، وسلفادور دالي، وبيكاسو، وفرانسواز ساغان، وبابلو نيرودا، وصدام حسين، ولوركا، وكازانوفا، ومنصور الكيخيا، ورفيق الحريري وعبدالعزيز التويجري ونزار قباني وغيرهم من الشخصيات الأخرى. ومن الروايات والمواقف التي يسردها الدكتور فهد العرابي الحارثي في هذا الكتاب، يذكر قائلا: لم أكن قد اعتدت بعد من الملك فهد على هذا، فمن يهاتف رؤساء التحرير، (وكنت واحدًا منهم)، هو عادة وزير الإعلام، أو أحد مساعديه، أما أن يكون المهاتف هو الملك شخصيًا، فلا شك أن الوضع هنا مختلف!. وللحق فإنني أحسست في لحظة ما بأن استفزاز الملك بما نشرنا أثمر عن شيء لم نكن نتوقعه وهو أنه هاتفنا بنفسه وتحدث معنا مباشرة وعاتبنا ولامنا ووجهنا وهذا يغرينا بأن نكرر التجربة علنا نحظى بمكالمة ملكية أخرى. وتحت عنوان «هكذا قدم الملك نفسه»، قال الدكتور العرابي: هذا هو عبدالله بن عبدالعزيز، أفقًا فكريًا، ورحابةً عقلية ووجدانية، وقد امتدت رؤيته الحضارية هذه ليعمل على إطلاق مبادرته العالمية في «حوار الحضارات» أو حوار اتباع الأديان على مستوى العالم كله وهو بذلك قد أعطى صورة نموذجية للانفتاح الذي هو جزء أصيل في شخصيته وفي تصوره للحضارة البشرية في تداخلها الإيجابي من أجل استقرار العالم ومن أجل مواصلته البناء والتعاون.. هكذا قدَّم عبدالله نفسه لأهله وللعالم. كما يروي الدكتور الحارثي العديد من المواقف مع شخصيات أخرى.