وافق الأربعاء الماضي اليوم العالمي للكتاب، فكان فرصة سانحة؛ لجلد المتلقي لدينا، الذي أشارت تقارير سابقة إلى أن معدل قراءته في العام الواحد لا يتجاوز أربع صفحات! والحديث عن هجر الكتب والعزوف عن القراءة ليس بجديد، بل أسطوانة مكرورة يطلقها الكُتّاب والمثقفون من وقت إلى آخر، موجهين رصاصات الاتهام في ذلك إلى المتلقي! وأنا هنا لا أعفي المتلقي من كامل المسؤولية، ولكني في الوقت ذاته أحمّل المؤلف الجزء الأكبر منها، فالمشكلة في نظري ليست في عدم معرفة المتلقي أهمية القراءة، أو عدم وجود الرغبة لديه، كما يشاع فهو مدرك متحمس، يحرضني لقول هذا ما أشاهده من إقبال كبير على معارض الكتب، وما أرى مثيله في المكتبات التجارية طوال العام!.. لكن تكمن المشكلة في أن المتلقي يدخل هذه المعارض/ المكتبات ويخرج دون أن يشتري كتابا، وإن اشترى منها شيئا فلا يقرئه، وإن قرأه لم يتجاوز بضع صفحات يودعه بعدها إلى مثواه الأخير بجانب السرير، أو في المكتبة، وما هذا إلا لأن مؤلفاتنا في وادٍ، وما يريده الأخير في وادٍ آخر، بدءا بالكتب العلمية التي يصعب فهمها على المتخصص، فضلا عن العامة، وختاما بالروايات الإباحية. وفي ظني أن المتلقي متى ما وجد الكتاب الذي يحترم عقليته، ويشبع حاجته، بأسلوب بسيط شائق كما نجد في معظم الكتب المترجمة فسنجده قارئا، حينها لن يضطر المؤلف إلى وضع الألف نسخة التي طبعها على حسابه الخاص في شنطة سيارته وإهدائها إلى الأصدقاء والمعارف، كما لن يكون مضطرا لجلد المتلقي! عبدالعزيز الغراب