تظاهر الآلاف في عدة مناطق من سورية أمس في "جمعة تسليح الجيش السوري الحر"، وأطلقت قوات الأمن النار عليها، فيما ناشد مجلس حقوق الإنسان السلطات السورية باحترام القانون الدولي بعد أنباء عن إعدام 17 شخصا بدون محاكمات في حي بابا عمرو الذي استباحته قوات النظام السوري. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 12 شخصا على الأقل لاقوا حتفهم أمس عندما أطلقت قوات الأمن السورية قذيفة مورتر على احتجاج في بلدة الرستن بمحافظة حمص. كما قتل 15 شخصا وأصيب العشرات في أعمال عنف وإطلاق نار في مناطق أخرى. ومن جانبه قال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي في اتصال أن "آلاف المتظاهرين خرجوا اليوم في 12 نقطة في المدينة يهتفون لمدينة حمص والمدن المحاصرة في ريف حلب، وينادون بإسقاط النظام وتسليح الجيش السوري الحر". وذكر الحلبي أن "أعداد المشاركين في كل تظاهرة يتراوح بين المئات في حي حلب الجديدة والآلاف في أحياء أخرى مثل صلاح الدين والفردوس والمرجة". وأضاف "الأمن يتعامل مع التظاهرات بالرصاص الحي لا سيما في حي صلاح الدين وسيف الدولة" حيث سقط جرحى وحصلت اعتقالات. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "ثمانية مواطنين أصيبوا بجروح إثر إطلاق النار من القوات السورية لتفريق تظاهرة في حي السكري ومساكن هنانو" في حلب. وأطلقت القوات السورية الرصاص لتفريق تظاهرة حاشدة في مدينة منبج حيث اعتقلت أكثر من 35 متظاهرا. وفي دمشق، قال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي إن "آلاف المتظاهرين خرجوا في أحياء العاصمة، لا سيما في المزة والحجر الأسود والعسالي والقدم والقابون وكفرسوسة بالقرب من مبنى رئاسة الوزراء يهتفون لبابا عمرو وينادون بإسقاط النظام وتسليح الجيش الحر". وأضاف الشامي أن "الانتشار الأمني الكثيف حال دون خروج تظاهرات بعد صلاة الجمعة" في عدد من المناطق الأخرى. وقال المرصد أن خمسة متظاهرين أصيبوا بجروح "إثر إطلاق قوات الأمن السورية الرصاص لتفريق تظاهرة خرجت من مسجد السلام في حي برزة". وفي حي الميدان في العاصمة "أطلقت قوات الأمن قنابل مسيلة للدموع لتفريق تظاهرة خرجت من مسجد الثريا"، مشيرا إلى تنفيذ حملة اعتقالات في صفوف المتظاهرين. وشهدت مناطق "التل ويبرود وسقبا وعربين في ريف دمشق تظاهرات رغم الانتشار الأمني وتساقط الثلوج". إلى ذلك أعلن الجيش السوري الحر في بيان مقتل عناصر منه خلال عملية إجلاء الصحفيين الأجانب الذين كانوا عالقين في حي بابا عمرو في حمص، إلى لبنان. وقالت "كتيبة الفاروق" التي تضم عناصر الجيش المنشق في حمص، في بيان إنها "وإيمانا منها بسمو رسالة الصحافة ونبل المهمة التي قام بها الإخوة الصحفيون الأجانب جندت مجموعات من خيرة الشباب لتولي عملية إجلائهم إلى لبنان". وأضاف أن "نخبة من رجال الفاروق الميامين استشهدوا خلال هذه المهمة". وفي جنيف قال المتحدث باسم مكتب المفوضة العليا لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة روبرت كولفيل "نحن قلقون بشأن الأنباء التي بدأت تخرج من حي بابا عمرو في حمص بعد سيطرة القوات السورية عليه بالأمس". وأضاف أن مجلس حقوق الإنسان وصلته معلومات "تشير إلى تنفيذ مجموعة من الإعدامات الرهيبة التي تمت دون محاكمات" بعد سيطرة القوات السورية على حي بابا عمرو أول من أمس.