طالب قادة الاتحاد الأوروبي بمحاسبة النظام السوري على أعماله و"الفظائع" التي ارتكبت في إطار قمع الاحتجاجات في البلاد. وقال رئيس الاتحاد هرمان فان رومبوي إثر قمة للاتحاد في بروكسل أمس إن "المجلس الأوروبي لا يزال مصمما على محاسبة المسؤولين عن الفظائع في سورية على أعمالهم". وأضاف أن المجلس سيعمل على جمع العناصر التي يمكن أن تكون صورة عن "الجرائم الفظيعة" التي ارتكبت. وأضاف أن ثمة "مؤشرات" على احتمال تراجع كل من روسيا والصين عن رفضهما الشديد لدعم قرار دولي بإدانة النظام السوري بسبب حملته الوحشية ضد المعارضة. من جهته اعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن الوضع في سورية يشكل "فضيحة" بالنظر إلى القمع الذي مارسه نظام الرئيس بشار الأسد. وقال إن "ما يحصل فضيحة. هناك أكثر من ثمانية آلاف قتيل من بينهم مئات الأطفال وحمص تواجه خطر الزوال. هذا أمر لا يمكن القبول به أبدا". وأضاف أن فرنسا ستغلق سفارتها في سورية بسبب القمع وإنها مستعدة لزيادة دعمها لمقاتلي المعارضة إذا أعطتها الأممالمتحدة الضوء الأخضر. وتابع "لن نفعل شيئا دون قرار من مجلس الأمن" مشيرا إلى أن فرنسا تؤيد إنشاء منطقة إنسانية بالقرب من إحدى المناطق الحدودية السورية. وقال "لا مجال للتحرك بشكل مباشر أو غير مباشر ما لم يوفر المجلس الظروف القانونية لمنطقة إنسانية لإمداد المعارضة بالأسلحة أو لإقامة ممرات". وتابع أن من "المحبط رؤية أعداد القتلى تتزايد" وقال إن مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية سيحاكمون أمام المحكمة الجنائية الدولية. وقال "ذات يوم سيدفع كل الحكام المستبدين ثمن أفعالهم" . من جهته ندد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالوضع "المخيف" في سورية وحذر من أن النظام "المجرم" سيعتبر مسؤولا يوما. ودعا على هامش القمة الأوروبية كاميرون إلى "يوم حساب" يحاكم فيه النظام السوري. وقال إن "ما يهم بنظري هو جمع العناصر والأدلة وتكوين صورة عن الوضع بما يؤدي إلى محاسبة هذا النظام على أعماله وجرائمه التي ارتكبها ضد شعبه". إلى ذلك أعلنت متحدثة باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن عقد "منتدى إنساني" حول الوضع في سورية، تشارك فيه منظمات إنسانية ودول ومنظمات إقليمية، الخميس المقبل في الأممالمتحدة في جنيف. وقالت اليزابيت بيرز أمس إن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وجهاز المفوضية الأوروبية للمساعدة الإنسانية، تنظم هذا "المنتدى الإنساني" حول حاجات السكان في سورية. وذكرت المتحدثة أن المنتدى "اجتماع تقني وعملاني" يهدف إلى "مناقشة الوضع الإنساني" في سورية و"تقويم المساعدة الراهنة والتخطيط لما يمكن القيام به". وفي موسكو أكد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة مع وسائل إعلام أجنبية أمس أن روسيا "لا ترتبط بأي علاقة خاصة مع سورية"، مبررا استخدام موسكو حق النقض لمنع تبني قرار ضد دمشق في مجلس الأمن الدولي بأنه موقف "مبدئي" في مواجهة وضع "حرب أهلية". ومع تصاعد الضغوط على موسكو لتبني موقف أكثر تشددا من الرئيس السوري بشار الأسد، دعا بوتين نظام دمشق والمعارضين إلى وقف لإطلاق النار، لكنه انتقد الغرب لدعمه "المتمردين" في هذا النزاع. وقال "ليس لدينا أي علاقة خاصة مع سورية. لدينا موقف مبدئي حول طريقة تسوية هذا النوع من النزاعات ولا نؤيد هذا الطرف أو ذاك".