لم تتم عملية إجلاء الصحفي البريطاني بول كونروي إلى لبنان بدون إراقة دماء على ما يبدو بالنسبة للناشطين الذين نظموها، فيما فشلت عملية إخراج الصحفيين الثلاثة الآخرين وبينهم الفرنسية اديت بوفييه. وغداة يوم تضاربت فيه المعلومات عن مصير الصحفيين الغربيين في حمص، أصبح من الممكن استعادة جزء من أحداث ليل أول من أمس التي سمحت بإخراج بول كونروي مراسل صنداي تايمز سرا إلى لبنان. فبعد الفشل المتكرر لمحاولات الهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر إجلاء الصحفيين الغربيين قرر الناشطون السوريون القيام بمحاولة لإخراجهم سرا خلال الليل. وقد لعبت منظمة افاز غير الحكومية الناشطة على الإنترنت، والتي تأسست في 2007 وتشتهر بحملاتها من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان، دورا محوريا في هذه العملية مع الناشطين السوريين وعناصر الجيش السوري الحر. فمع حلول الليل غادر الجرحى السوريون والصحفيون الغربيون والناشطون حمص في موكب. وقال ريكن باتل رئيس افاز "إن موكب الصحفيين تعرض للقصف فتفرقوا إلى موكبين". "المجموعة الأمامية" مع بول كونروي تمكنت من مغادرة حمص والوصول إلى الحدود اللبنانية على بعد نحو 30 كيلومترا. فيما عاد الصحفيون الثلاثة، اديت بوفييه المصابة بجروح خطيرة في الساق، ومواطنها وليام دانييلز والإسباني خافيير اسبينوسا أدراجهم. وكانت الصحفية الفرنسية "تحمل على نقالة وكان الذهاب بها أبعد من ذلك أمرا في غاية الخطورة". وبحسب افاز قتل 13 ناشطا سوريا على الأقل في عملية إخراجهم سرا. وقد التقت شبكة "سي إن إن" الأميركية ثلاثة ناشطين من مجموعة بول كونروي نقلوا إلى مستشفى في طرابلس بشمال لبنان. وروى أحمد، وهو شاب سوري ملتح، أن "جميع أصدقائي وقعوا في كمين". وتابع "أصيب بول كونروي بالذعر ثم قال الجميع لن يخرج أحد". وأكد ناشط سوري ثالث يدعى أبو بكر (24 عاما) أن خافيير اسبينوسا الموفد الخاص من صحيفة ال موندو أنقذه. وروى "كنت جريحا لا أستطيع المشي. خافيير ساعدني ونقلني إلى أحد المنازل وهناك السكان ساعدوني على الخروج".