وصف طبيب جراح فرنسي عاد من مهمة استمرت 19 يوما في سورية "المجزرة" في حمص التي تواجه "الوحشية" و"الآلام". وقال "سقط عدد كبير من الجرحى في أحد الأيام"، "وحاول صبي صغير أصيب والده أن يعتني به وحده، بين القتلى". وقال "ما رأيته كان شبيها بفيلم حربي، فيلم ثقيل ترى فيه الدماء في كل مكان". وقد وصل البروفسور جاك بيريس مساءَ أول من أمس إلى مطار رواسي شارل ديغول الباريسي، معربا عن ارتياحه للعودة إلى بلاده و"ترك المجزرة في حمص". وقال البروفسور بيريس الذي شارك في تأسيس منظمة أطباء بلا حدود إنه "تأثر بعمليات القصف وبؤس الناس وبشجاعتهم أيضا" على رغم الظروف الحياتية البالغة الصعوبة. وأضاف "لقد عاينت الوحشية والرياء وآلام الأطفال والعائلات، أمر لا يحتمل، شيء معيب، الناس يموتون والمجموعة الدولية لا تحرك ساكنا". وقال هذا الجراح "عملنا نحن الأطباء هو القيام بمهمات مماثلة، والاهتمام بالناس، نذهب إلى حيث لا يذهب الآخرون". وأضاف "أرغب كثيرا في العودة إلى هناك، لا أعرف هل سيكون ذلك ممكنا، خصوصا أني سأكون في المرة المقبلة عرضة للخطر". وأضاف "تقفر الشوارع، وعندما كان الناس يضطرون لمغادرة منازلهم لشراء الطحين وصنع الخبز، كانوا يتبادلون إرسال الإشارات حتى يكونوا على يقين أنهم قادرون على المرور من دون عقبات". وكشف أن المدينة تعرضت "لأضرار فادحة. إنها ليست شبيهة ببرلين خلال الحرب العالمية الثانية، وليست شبيهة ببيروت أيضا، لكنها ستتحول" إلى إحدى هاتين المدينتين، مشيرا إلى النقص الحاد في الماء والكهرباء. وأضاف الطبيب الذي وصف بيديه حجم الدمار "وقعت أضرار فادحة، وأتت النيران على مبان. في الوقت نفسه، شاهدت أمورا غريبة، أشخاصا أصيبوا بجروح غريبة، أمور لا تصدق، رصاصة تدخل هنا وتخرج من هنا، تحطم الذراع، لكنها لا تصيب الرئتين ... معجزات". ويتجهم وجهه عندما يتحدث عن "أطفال مزقت أجسادهم القذائف".