باريس - أ ف ب - وصف طبيب جراح فرنسي عاد أول من أمس من مهمة استمرت 19 يوماً في سورية «المجزرة» في مدينة حمص التي تواجه «الوحشية» و «الآلام غير المجدية». وأعرب البروفيسور جاك بيريس عن ارتياحه للعودة إلى بلاده و «ترك المجزرة في حمص». وقال بيريس الذي شارك في تأسيس منظمة «اطباء بلا حدود» إنه تأثر «بعمليات القصف وبؤس الناس وبشجاعتهم أيضاً» على رغم الظروف الحياتية البالغة الصعوبة. وأضاف: «عاينت الآلام غير المجدية، والوحشية والرياء، وآلام الاطفال والعائلات، أمر لا يحتمل، شيء معيب، الناس يموتون و(المجموعة الدولية) لا تحرك ساكناً». واستقبل هذا الطبيب السبعيني مسؤولون في اتحاد الهيئات الاسلامية في سين سان دوني. وقال: «عملنا نحن الاطباء هو القيام بمهمات مماثلة، والاهتمام بالناس، نذهب إلى حيث لا يذهب الآخرون». وأضاف: «أرغب كثيراً في العودة إلى هناك، لا أعرف هل سيكون ذلك ممكناً، خصوصاً أنني سأكون في المرة المقبلة عرضة للخطر». وفي هذه المدينة التي تحاصرها منذ أكثر من عشرين يوماً قوات نظام بشار الأسد «كانت عمليات القصف تبدأ في الساعة 6,30... وتستمر طوال النهار». وأضاف: «تقفر الشوارع، وعندما كان الناس يضطرون إلى مغادرة منازلهم لشراء الطحين وصنع الخبز، كانوا يتبادلون إرسال الإشارات حتى يكونوا على يقين من أنهم قادرون على المرور من دون عقبات». وكشف هذا الطبيب الفرنسي أن المدينة تعرضت «لأضرار فادحة. إنها ليست شبيهة ببرلين خلال الحرب العالمية الثانية، وليست شبيهة ببيروت أيضاً، لكنها ستتحول» إلى إحدى هاتين المدينتين، مشيراً إلى النقص الحاد في الماء والكهرباء. وأوضح: «وقعت أضرار فادحة، وأتت النيران على مبانٍ. في الوقت نفسه، شاهدت أموراً غريبة، أشخاصاً أصيبوا بجروح غريبة... أموراً لا تصدق، رصاصة تدخل هنا وتخرج من هناك، تحطم الذراع، لكنها لا تصيب الرئتين... معجزات». ويتجهم وجهه عندما يتحدث عن «أطفال مزقت أجسادهم القذائف». وقال: «سقط عدد كبير من الجرحى في أحد الأيام»، و «حاول صبي صغير أصيب والده أن يعتني به وحده، بين القتلى. ما رأيته كان شبيهاً بفيلم حربي، فيلم ثقيل ترى فيه الدماء في كل مكان».