طالب مشاركون في الجلسة الأولى للقاء الوطني التاسع للحوار الفكري في حائل، أمس، بتحديد مفهوم الحرية، ورفع مستوى المسؤولية لدى الإعلاميين والوسائل الإعلامية. وأكد أمين مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن معمر خلال جلسة "الحرية والمسؤولية في الإعلام السعودي" التي أدارها الدكتور راشد بن راجح الشريف، أن الحوار ليس ترفا، بل حقا من حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن الإعلام هو العامل الرئيسي للحكم على الأشياء. وطالب رئيس تحرير صحيفة "الوطن" طلال آل الشيخ بأن يكون الحوار الوطني فاعلا أكثر ويستمر طوال السنة ولا يكون محدودا بيومين فقط، واصفا الحرية بأنها تتلخص في طرح ما يهم الناس، وما يقوم أداء الجهات الحكومية، وأن يكون الإعلام سلطة رابعة يتعامل بمصداقية ومهنية، ويراعي الله قبل كل شيء. وأضاف أن الحرية ليست إرضاء وزارة الثقافة والإعلام أو بعض المسؤولين على حساب الهموم الحقيقية للوطن، كما أن الحرية لا تكون بتعامل وزارة الإعلام واللجنة المختصة في الشكاوى بحسب شخصية المدعي ومكانته الاجتماعية، متأسفا على ألا يكون لهيئة الصحفيين السعوديين أو الصحفيين ممثل في اللجنة، كما طالب بإعادة النظر في نظام المطبوعات السعودية بما يكفل الحرية المسؤولة. وأكد الدكتور عادل الشدي على الحاجة إلى الوقفة المتبصرة في واقع إعلامنا الجديد والقديم وتغليب روح المسؤولية التي تبني ولا تهدم، مضيفا أن الحرية أصل كفله الإسلام وكفلته المملكة، مقدما مقترحا بإعداد وثيقة وطنية للإعلام السعودي تراعي المقدسات والثوابت الوطنية. بينما أشار عضو مجلس الشورى حمد القاضي إلى أنه "لا إعلام بلا حرية، ولا حرية بلا مسؤولية"، معتبرا أن هذا مبدأ لكل إعلام يريد أن يقدم رسالة راشدة، مستشهدا ببعض التجارب التي لا تعمل بهذا المبدأ في عملها وما تسببه من نتائج سيئة. وأكد الكاتب الصحفي فهد عامر الأحمدي أن الحرية تسبق المسؤولية وأنه لا يمكن أن تكون مسؤولا قبل أن تكون حرا، واصفا الكتاب الصحفيين بأنهم يعيشون على كف عفريت، مستشهدا بتجربته كونه كاتبا يوميا لا يعلم حين يكتب المقال هل سينشر أم لا؟ ولماذا لا ينشر؟. واعتبر أنه لهذا السبب نحتاج إلى ضوابط، خاتما مداخلته بأن الإعلام المستقل يحتاج إلى حرية يتحمل على إثرها المسؤولية. وأكدت الدكتورة نورة المري أن هناك تقصيرا في فهم الحرية المسؤولة أرجعها الكثير إلى غيابها عن جيل كامل، موضحة أن البداية يجب أن تكون من المدارس والبيت، مشيرة إلى أن طالباتها في الجامعة لا يعرفن حرية التعبير والرأي. وتساءل الدكتور علي بن شويل القرني "هل الإعلام في السعودية وسيلة أم غاية؟، مضيفا أنه لا توجد ملامح واضحة للإعلام السعودي من أين يبدأ وأين ينتهي، واصفا ذلك بالضبابية التي تنعكس على الجوانب الإعلامية، كما أشارت الدكتورة فاتن بندقجي إلى قضايا الإيقاف عن ممارسة العمل الإعلامي والمنع من السفر التي تطبق على بعض الإعلاميين أو المشاركين في الإعلام، حين تناقش بعض قضايا المجتمع كالفقر والإصلاح، وتساءل محمد النونان عمن يرسم حدود الحرية في الإعلام؟ مؤكدا أن الشرع هو المحدد للحرية، مطالبا بالوقوف في وجه من يتجاوز تلك الحدود. واعتبر النونان أن وزارة الإعلام لم تعد قادرة على السيطرة على الإعلام في ظل وسائل الإعلام الجديد، مطالبا بأن نكرس المسؤولية الاجتماعية. وأكد ياسر الغسلان أنه لم يعرف الحرية إلا في الجامعة، مضيفا أن الإشكالية في تعريف الحرية، في الوقت الذي طالبت فيه بديعة كشغري بإعداد لوائح وقوانين تعزز الحرية كقيمة وحق إنساني، ووصفت هند الدهمش الحرية أن ما ستقوله في هذا الحوار هو ما ستكتبه بعد قليل على تويتر، وتحدث سلمان باهبري قائلا إن الشباب لا يعرفون ضوابط الحرية ولا من يحددها ولا من يلزم بها؟. واختتمت الجلسة الأولى بانتقاد رئيس تحرير صحيفة الشرق قينان الغامدي محاور اللقاء الوطني التاسع الخاصة بالإعلام، مؤكدا أن كل المحاور بديهية ولا تحتاج إلى نقاش، واصفا المركز بأنه أضاع عاما كاملا في دراسة البديهيات، مشيرا إلى أن ما يحتاج لمناقشة في الإعلام هو التأهيل وحرية تدفق المعلومات. وقبل نهاية الجلسة، أعطي مسؤولو وزارة الثقافة والإعلام نصف ساعة للرد على مداخلات المشاركين. وقال المشرف على التلفزيون السعودي الدكتور سليمان العيدي "إن مناقشة القضايا يجب تكون بانضباطية ومسؤولية". ونفى الوكيل المساعد لوزارة الثقافة والإعلام عبدالعزيز صالح العقيل عشوائية تعيين رؤساء التحرير، مؤكدا وجود ضوابط وقوانين لتعيين لرؤساء التحرير. وأكد أن هامش الحرية يظهر في معرض الكتاب الدولي مقارنة بالمعارض الأخرى، وتستثنى الكتب الممنوعة والتي تتعارض مع العقيدة فقط. والحرية مرتبطة بالجو وما يمنع اليوم سيسمح غدا ومكان متاح اليوم سيمنع غدا. وفي مداخلة لنائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر أكد فيها على أن الحرية ليست مطلقة ويختلف تفسير مفهوم الحرية وبالنسبة لوزارة الثقافة والإعلام نعرف مفهوم الإعلام، مشيرا إلى أن الإعلام السعودي لا بد أن يكون صادقا.