وصف مدير عام السجون اللواء علي الحارثي السجن ب"المدينة" التي تحتاج للرعاية والخدمات من كل الوزارات والمسؤولين في القطاعات الحكومية والأهلية. وقال إن حق السجين علينا كبير، ولا بد أن نؤدي مسؤوليتنا في رعايته أفضل رعاية، ودورنا أن نعينه على تجاوز أخطائه وإصلاحها وتحقيق توبته ليعود إلى المجتمع فردا صالحا منتجا. جاء ذلك خلال حضوره ورشة عمل عن البرامج الإصلاحية ودورها في تقويم سلوك السجناء، والتي تأتي ضمن ورشة عمل موسعة أطلقتها إمارة منطقة مكةالمكرمة برعاية أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل، وافتتحها وكيل الإمارة الدكتور عبدالعزيز الخضيري. ونتج عن الورشة اتفاق ممثلي 40 جهة حكومية وأمنية وأكاديمية ومدنية في منطقة مكةالمكرمة أمس على تشكيل فرق عمل، تجري جولات ميدانية على السجون لرصد مطالب السجناء والسجينات. وذكر الحارثي أن المديرية العامة للسجون عقدت العام الماضي اتفاقية مع هيئة المدن الصناعية، تم بموجبها تسليم الهيئة مساحة كيلومتر مربع من أرض الإصلاحية في مدينة الرياض لإنشاء 120 مصنعا، يعمل فيها جميع السجناء في الإصلاحية، مشيرا إلى أنه سيتم تنفيذ التجربة في إصلاحية جدةالجديدة وفي المنطقة الشرقية والطائف وعسير. وسيتم ذلك في إطار العمل المتكامل مع القطاعين الحكومي والخاص. وكشف الحارثي عن طرح 9 مشاريع جديدة، لاستكمال بناء الإصلاحيات في بقية المدن الأخرى العام المقبل. بدوره، أكد الخضيري خلال كلمته أن ثقافة الاهتمام بالفرد أثبتت فشلها بعد عقود من اعتناقها في الفكر الغربي، في مقابل نجاح النموذج السعودي في الاهتمام بالأسرة الصغيرة والكبيرة وصولا إلى المجتمع، امتثالا للرسالة الإلهية التي تحث على التكاتف والتعاضد والتراحم وتحول أبناء المجتمع إلى جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. وطالب بتحويل سجون مكةالمكرمة إلى نموذج إيجابي، تطبق عليها مخرجات الورشة خلال عام، ويتم تطويرها من النواحي كافة، ويتم تعميمه على بقية سجون المنطقة.