كشف مدير مرور جدة العميد محمد بن حسن القحطاني ل"الوطن"، أن آخر الدراسات المرورية الخاصة بالمدينة خلصت إلى وجود أكثر من مليون مركبة عاملة على الطريق ونحو 7 ملايين رحلة يقطعها سكان جدة يوميا، وتوقعات بوصول عدد الرحلات اليومية إلى 10 ملايين رحلة في غضون 10 أعوام مقبلة. وأوضح القحطاني في حوار مع "الوطن"، أن مشكلات النقل في محافظة جدة تتمثل في تزايد عدد السكان فضلا عن تباعد مناطق العمل عن مناطق السكن واستخدام المركبات بمعدلات عالية، حيث أشارت الدراسة إلى وجود ما يقرب من 299 مركبة خاصة لكل ألف فرد في حين يبلغ الطول الكلي لشبكة الطرق في جدة 561 كيلو متر، تشكل منها 18% الطرق السريعة، و35% الطرق الشريانية الصغرى، و29% منها الطرق التجميعية. وأشار إلى أن المدينة تأخذ الشكل الشريطي في التطور العمراني الممتد نحو الشمال والجنوب والشرق مما يجعل محاور الطرق الرئيسية بها تمتد حسب توسعها، وهذا ما أدى إلى كثرة التقاطعات بين المحاور الطويلة والعرضية وبهذا تشكلت شبكة الطرق بجدة على شكل طرق بمحاور متعامدة ذات سعة عالية. وأضاف أنه مع الاختلال الحالي بين تنامي الطلب على النقل ومحدودية خياراته فإن ذلك أدى إلى بلوغ الطرق حاليا لحدها الأقصى في طاقاتها الاستيعابية، ومن هذا المنطلق تم اعتماد إستراتيجية لحل المشكلة المرورية تمثلت في اعتماد العديد من المشاريع لتحرير بعض من المحاور الطويلة والمحاور العرضية، والتي تتمثل الطويلة منها في طريق الأمير ماجد, طريق الملك فهد, طريق الملك عبد العزيز, طريق المدينة، والعرضية في طريق مكةالمكرمة, شارع صاري, شارع الأمير محمد بن عبد العزيز. وحول تأثير هذه المشاريع على الحركة المرورية وتسببها في تعطيل السير وتأخره في أغلب أنحاء المدينة، اتفق القحطاني مع ملاحظة سكان جدة وسالكي هذه الطرق، في أن هذه المشاريع التي تم الانتهاء من بعضها لم تعمل على حل أزمة كثافة الحركة المرورية بشكل كبير في محيطها فقط، واستدرك بقوله إن هذه المشاريع التي ينظر لها بهذه الملاحظة تعد جزءاً من منظومة عدة مشاريع متى انتهت ستعطي تكاملا في حل الأزمة المرورية. وأشار إلى أن هذه المشاريع ليست لحل الأزمة المرورية عند التقاطع الذي أنشئت فيه فقط وإنما ترتبط بجميع التقاطعات الرئيسية على المحور نفسه، مستدلا بطريق الأمير ماجد الذي يعد محورا رئيسيا لمحافظة جدة يمتد من الشمال إلى الجنوب والذي يجري فيه تنفيذ 8 مشاريع في 9 تقاطعات رئيسية، وقد تم الانتهاء من تنفيذ 4 تقاطعات رئيسية، منها تقاطع جسر طريق الأمير ماجد مع شارع غرناطة, نفق وجسر طريق الأمير ماجد مع شارع حراء, نفق طريق الأمير ماجد مع الروضة, جسر طريق الأمير ماجد مع شارع صاري، بينما يبلغ المجموع الكلي للمشاريع المخطط تنفيذها في هذا المحور بدءا من شارع النزهة شمالا إلى طريق الملك فيصل جنوبا 15 مشروعا. وذكر أن الحركة المرورية في اتجاهاتها وانتقالها من محور إلى آخر تشهد كثافة مرورية عالية، وتؤدي بدورها إلى الاختناق المروري الناتج عن تنفيذ هذه المشاريع مع تأكيده على إدراك إدارة المرور أن بناء مزيد من الطرق ليس حلا مستداما لاحتياجات النقل العام واعتماد السكان على المركبات الخاصة، الأمر الذي تسبب في بلوغ الطرق حاليا الحد الأقصى لطاقاتها الاستيعابية، وأن اكتمال منظومة هذه المشاريع لتحرير الحركة المرورية على هذه المحاور سوف يغير من نمط السرعات عليها وعلى الطرقات الموازية لها وكذلك توقيت الإشارات الضوئية، وهو ما يستوجب إعادة دراسة هذه الأمور مجتمعة بعد انتهاء هذه المشاريع واكتمال تحرير كافة الطرق والتقاطعات بمدينة جدة.