يدشن أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، بمقر جامعة أم القرى اليوم، كرسي معالجة وتطوير المناطق العشوائية، وينطلق الكرسي الذي أسسته الجامعة في خطواته البحثية والعلمية لتطوير نحو 100 حي عشوائي في منطقة مكةالمكرمة. ويسعى الكرسي الذي تبلغ مدته خمس سنوات وتموله مجموعة بن لادن، إلى الريادة العلمية في مجال تطوير العشوائيات، ودعم الارتقاء بمكةالمكرمة لمصاف مدن العالم الأول، من خلال توظيف أنشطة علمية وبحثية تسهم في تنمية شاملة ومستدامة تتماشى مع التوجه العالمي في تطوير المناطق العشوائية. وأوضح مدير الجامعة الدكتور بكري عساس في تصريح صحفي، أن الكرسي سيؤصل علميا وبحثياً مشكلة المناطق العشوائية من خلال استحضار أفضل الممارسات المحلية والعالمية، إنفاذاً لتوجيهات أمير مكةالمكرمة في المبادرة بمشروع تنموي لتطوير العشوائيات ووضع الآليات التنفيذية لهذا المشروع. وبين أن الكرسي يخطط لتنظيم عدد من الندوات وورش العمل بمشاركة عدد من الخبراء المحليين والدوليين، بهدف عرض التجارب المحلية والعالمية وتبادل الخبرات، فضلا عن إبراز جهود الجهات المختلفة في تطوير المناطق العشوائية بمكةالمكرمة ونتائج تلك الجهود، وعرض أوراق عمل مخرجات البحوث العملية التي يجريها الكرسي. من جهته، أكد المشرف العام على الكرسي الدكتور سمير فلمبان ل"الوطن"، أن مشكلة العشوائيات في العاصمة المقدسة تعد من أكثر القضايا إلحاحا نظرا لما لها من انعكاسات اجتماعية واقتصادية وأمنية. وقال إن مشاكل المناطق العشوائية يمكن تلخيصها في صعوبة توفير المرافق والخدمات الأساسية وانتشار التلوث البيئي وارتفاع الكثافة السكانية وتدني مستوى الخصائص السكانية وافتقاد تلك المناطق إلى شبكات طرق متكاملة تربطها بالمحاور الخارجية. وعن النتائج المتوقعة من الكرسي أشار فلمبان إلى أن الكرسي سيقود لإعداد مرجع علمي متكامل باللغة العربية للممارسين والمهتمين والدارسين يعرض أهم نظريات التعامل مع العشوائيات ودراسة نقدية مقارنة لنماذج لمشاريع مطبق فيها تلك النظريات، وتمويل بحثين للماجستير بقسم العمارة الإسلامية عن الإسكان التنموي بالمملكة في ظل العولمة والاقتصاد المفتوح ومشاريع التنمية العمرانية بمكةالمكرمة وأثرها على الحراك الاجتماعي والاقتصادي. وعن خصائص المناطق العشوائية بين أنها لا تخضع للأسس التخطيطية والمعمارية، وغياب شبكات الطرق غير المخططة التي تتباين نتيجة عشوائية المباني، والتي إما ترابية أو بلا أرصفة بل إن البعض منها لا يتسع لمرور المركبة، مؤكدا وجود 9 مواقع عشوائية تحتاج للتطوير في العاصمة المقدسة. وبين فلمبان، أن المناطق العشوائية تنتشر على حواف الكتلة العمرانية القائمة بمكةالمكرمة إلا أنه توجد بعض المناطق داخل هذه الكتلة، كما توجد مناطق على طرف الطرق الفرعية والدروب الصحراوية المتفرعة من الطريق الدائري الثالث والطرق السريعة المؤدية إلى جدة والمدينة المنورة والطائف، حيث توجد في مكةالمكرمة تسع من أهم وأكبر مناطق التواطن العشوائي وهي: أحياء الهنداوية والزاهر والجميزة والمعابدة والعتيبية والرصيفة والمسفلة والنكاسة والخالدية.