بعد أكثر من 15 قرناً من دفن رفات الفارس العربي عنترة بن شداد، أعادت الجنادرية الجدل حول موقع ضريحه، بعد أن نسبت منطقتان سعوديتان مكانه إليهما، حيث أثارت صخرة عنترة بجناح منطقة القصيم في القرية التراثية بالجنادرية، التي مثل فيها موقع الضريح بمنطقة الجواء غرب القصيم, تنافسا غير معلن مع منطقة حائل التي نسبت قبر "ابن شداد" لمنطقة النعي بجبال سلمى شرق حائل. إثر ذلك، ظهرت مطالبات للجهات المعنية باجراء بحوث ودراسات للبت بشكل علمي في الموقع الحقيقي لهذه الشخصية والمكان الذي دفنت فيه، في وقت طالب فيه باحثون من منطقة حائل بأن يحظى شجاع العرب عنترة بن شداد بما حظي به كريم العرب حاتم الطائي من اهتمام في منطقة حائل حفظا للموروث الثقافي والتاريخي للمنطقة، وتخصيص ملتقى لدراسة الشخصية، على غرار الملتقى الذي يجري التحضير له في حائل، الذي يتناول شخصية حاتم الطائي. ويأتي هذا الجدل امتداداًَ لما أثاره الباحث الإماراتي حسين البادي الذي قال إن قبر عنترة بن شداد، يوجد في إحدى الإمارات السبع بالإمارات العربية المتحدة، إلا أنه تراجع لاحقاً عن تبني تلك الفرضية، بعد نقاش علمي مع أحد الباحثين السعوديين المهتمين بالتاريخ. إلى ذلك، أكد ل"الوطن" الباحث التاريخي بمنطقة حائل الدكتور عبدالله بن سعد الرشيدي أن صخرة عنترة الشهيرة، موجودة في عيون الجواء وهذا لا لبس فيه، مستنداً إلى إحدى قصائده الشهيرة، وأشار الرشيدي إلى تنقل عنترة في أرجاء الجزيرة العربية والعراق. وأضاف أن المواقع التي عاش فيها بشكل مستمر، تمثلت في المنطقة الجغرافية الواقعة شرق وجنوب حائل من جبال سلمى شرقا إلى جبل ذروة العلم جنوبا وحرة النار غربا، وهو ما تؤكده أشعار عنترة وسيرته المشهورة، التي يمكن الاستناد إليها لحسم كثير من المسائل المتعلقة بنشأته وموطنه وشعره. وأضاف الرشيدي في معرض سرده لرواية الأصمعي، أن الفرسان حفروا لعنترة قبراً بجانب قبر أبيه وقبر صديقه مالك بن جذيمة وهما على ذروة جبل العلم. وبين أن جبل علم يعد من المواقع الأثرية، حيث يقع على بعد 250 كلم جنوب منطقة حائل.