كشف وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين، أن محطة رأس الخير التي من المتوقع بدء ضخها للمياه في مثل هذا الوقت من العام المقبل، ستضخ إلى الرياض 800 ألف متر مكعب، مؤكداً أن من شأن ذلك القضاء على أي نقص للمياه ولو كان محدوداً، حيث سيشكل ضخ المحطة زيادة قدرها 50% لما يضخ للرياض من مياه حالياً. فيما أبان الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء المهندس علي البراك في حديث إلى "الوطن" أن خطوط ربط الكهرباء في المملكة ستكتمل في 2017. وتوقع الحصين في حديث للصحفيين على هامش حفل افتتاح ملتقى الجودة ال15 مساء أول من أمس في الرياض والذي افتتحه نائب أمير منطقة الرياض الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز وأقامته شركة الكهرباء السعودية، أن يبدأ ضخ محطة رأس الخير للمياه إلى الرياض العام المقبل، 800 ألف متر مكعب بزيادة 50%، حيث تضخ المحطات الأخرى للرياض في الوقت الحالي 1.6 مليون متر مكعب، مشيراً في ذات الوقت إلى أن 100 ألف متر مكعب ستضخه المحطة ذاتها العام المقبل إلى مناطق سدير والوشم والزلفي والغاط والمجمعة. وفي سؤال ل"الوطن" عن توجه الوزارة لإجراء تشريعات لتوفير الطاقة الكهربائية وتخفيض الهدر في المملكة، قال: "نعمل على تطبيق وسيلتين، الأولى هي العزل الحراري بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، بحيث يصبح إلزاميا على جميع المباني السكنية، إذ إن من شأنه خفض استهلاك الطاقة إلى 40%، أما الوسيلة الأخرى فتعمل الوزارة عليها بالتعاون مع هيئة المواصفات والمقاييس لتحسين نوعية أجهزة التكييف، باستصدار مواصفات جديدة لأجهزة تكييف تركز على الكفاءة وتوفر ما لا يقل عن 20%". وأضاف الحصيني:"إذا أضفنا مواصفات التكييف هذه مع العزل الحراري، بإلإضافة إلى اختيار مصابيح كومباكت "مصابيح النيون" سنستطيع توفير نحو 70% من الطاقة وننعم بنفس القدر من الكهرباء". من جهته كشف البراك في تصريح إلى "الوطن" على هامش حفل انطلاق الملتقى، عن تبقي مرحلتين لإكمال خطوط ربط الكهرباء داخل المملكة، إذ من المتوقع أن تنتهي المرحلة الأولى خلال العامين المقبلين، بينما سينتهي العمل من خطوط الربط في المرحلة الثانية خلال 5 سنوات، متوقعاً أن تكتمل عملية ربط مناطق المملكة بخطوط الكهرباء بالكامل خلال عام 2017. وأكد البراك أن الشركة أنجزت 96 % من الخطة الوطنية لربط مناطق المملكة كهربائياً على الجهد الفائق 380 كيلو فولت، حيث بلغت نسبة تغطية المملكة بالكهرباء 99%، وقفزت قدرات توليد الطاقة الكهربائية من 24 ألف ميجاواط إلى 51 ألف ميجاواط بنسبة زيادة بلغت 128%، وبلغت أطوال شبكات نقل وتوزيع الطاقة الكهربائية 455200 كيلو متر دائري بنسبة زيادة بلغت 80%. وقال البراك خلال كلمة ألقاها خلال حفل افتتاح الملتقى، إن الشركة التزمت بمواكبة النمو في الطلب على الطاقة الكهربائية رغم معدلاته التي بلغت 8% سنوياً، حيث وِضِعَتْ البرامج والأهداف، وانتهجت أساليب التخطيط متوسط وبعيد المدى، وحددت المشاريع والاحتياجات البشرية والفنية والمالية بدقة، ووفرت بيئة العمل المناسبة، وهيأت الفرصَ المتكافئةَ للتدريبِ والتطويرْ ، وحفَّزت الموظفين على مبادرات التَّميز والإبداع. وأفاد أن مشتريات الشركة من المصانع الوطنية في مجال صناعة الكهرباء قفزت إلى نحو 6 مليارات ريال في عام2011م، بما يعادل 90% من إجمالي مشتريات الشركة، حيث فتحت المجالَ لمشاركة القطاع الخاص في مشاريع إنتاج الكهرباء باستثمارات وصلت إلى 28 مليار ريال لإنتاج حوالي 7 آلاف ميجاوات. إلى ذلك شهدت جلسات الملتقى يوم أمس، مشاركة أكثر من 700 متخصص وأكاديمي، ناقشوا خلالها التجارب الخاصة بهم، حيث طرح البروفيسور الأميركي بارسيو مفهوم جودة الخدمة في إطار الإنتاجية، وقدم بعض النماذج العملية لمفهوم الجودة المقدمة للعميل، محذراً من حدوث فجوة في جودة الخدمة الخارجية التي قد يمر بها الزبائن وقد تؤدي إلى سوء ترتيب في الأولويات. من جانبه تناول توشيرو كوداما المدير التنفيذي لشركة طوكيو للكهرباء الأزمة التي مرت بها اليابان جراء الكارثة النووية التي تعرضت لها إبان إعصار توسونامي والذي أثر بشكل كبير في استمرار دعم الحكومة اليابانية لفكرة المحطات النووية، كما بين أن معالجة الأزمة احتاجت إلى خبرات وجهود 6000 عامل وفني وإداري ساهموا في إنقاذ العالم من كارثة نووية كبيرة في زمن قياسي. وأضاف توشيرو كوداما: "على الرغم من أهمية توليد الطاقة النووية لليابان، فإننا سنعمل على مشاركة المجتمع الدولي لمنع الانتشار النووي لما فيه من مخاطر كبيرة وتأثيرات عديدة يمكن أن تصيب المجتمعات من جراء حدوث أي كارثة". وقال كوداما "بدأنا من الصفر في إعادة المحطة المنكوبة وطلبت من والدي أثناء الأزمة أن يعتني بزوجتي وأبنائي طوال تفرغي الكامل مع فريق إعادة المحطة بسلام وأمان خلال ثمانية شهور، حيث أعدنا استقرار 4 محطات نووية". أما الدكتور علي شراب فقال في ورقة العمل الخاصة به كيف أن المؤسسات تعاني كما يعاني الأفراد من الأزمات، مؤكداً على أن المخرج بيد القادة، ولهذا يظل الموضوع الأكثر أرقاً في العالم كله الآن هو القيادة، مشيراً إلى أن أزمة الثقة التي يعيشها العالم حاليا، سياسياً، واقتصادياً، واجتماعيا، ودينيا، وفكريا، كان الهاجس الأساسي فيها هو البحث عن القائد القادر على بث الثقة على نجاحه، وهو ما يمثل الهاجس الأكبر للمؤسسات بكافة أنواعها ومستوياتها. وفي موضوع آخر ناقش المهندس تان تيك لي من شركة سنغافورة للطاقة قدرة الشركة على إدارة عدة شركات لنقل وتوزيع الغاز والكهرباء في سنغافورة وأستراليا، وكيف أنها حققت إيراداً يبلغ 7.8 مليارات دولار، وأدارت ما قيمته 1.1 مليار دولار من الأصول في السنة المالية 2010 2011. وبين لي أن أسلوب تقييم المؤشرات الأساسية العالمية لشبكة الكهرباء التابعة ل"اس بي" في سنغافورة يتم على أساس اعتبارها واحدة من أفضل الشبكات العاملة في العالم، مضاهية بذلك مثيلتها من شركات الطاقة في العديد من المدن العالمية الأخرى، مضيفاً: "كما يستفيد منها ما يزيد عن مليون زبون صناعي ومنزلي في سنغافورة من خدمات نقل وتوزيع الكهرباء والغاز ودعم السوق، المقدمة من "اس بي" على مستوى عالمي، كما تعود موثوقية الشبكة الفريدة عالية المستوى والتكلفة المنخفضة لدى "اس بي" إلى استخدامها الاستراتيجي للتكنولوجيا المتقدمة، وعملياتها عالية الجودة وتميزها التنظيمي وإدارة الزبائن وبرامج تطوير العاملين".