تواصلت ردود الأفعال الغاضبة التي تضرب الرياضة المصرية على خلفية كارثة إستاد بورسعيد، فقد دفع قرار تجميد النشاط الرياضي في البلاد، إلى جانب استمرار المظاهرات، واستمرار الحوادث الغريبة عدداً من المدربين واللاعبين الأجانب في الدوري المصري إلى إعلان رحيلهم عن مصر. وفي الوقت الذي تراجع فيه مدرب الأهلي، البرتغالي مانويل جوزيه عن قرار رحيله من مصر وفسخ تعاقده مع الأهلي بعد الجلسة التي جمعته مع رئيس وإدارة النادي أول من أمس، أعلن عدد من اللاعبين المحترفين الأجانب عزمهم على حزم حقائبهم والعودة لبلادهم، وهو ما صرحوا به لصحف بلادهم مثل مهاجمي الأهلي البرازيلي جونيور وزميله الموريتاني دومنيك دي سليفا، وأكدوا أن زوجاتهم يصررن على مغادرة مصر اليوم قبل الغد، فيما لم يحدد بقية المدربين الأجانب مثل مدرب الاتحاد السكندري الاسباني ماكيد، ومدرب وادي دجلة البلجيكي والتر ميوس موقفهما النهائي، وإن أكدا ثقتهما بعودة الحياة الطبيعة إلى مصر خلال أيام . وكان إستاد بورسعيد شهد الأربعاء الماضي واحدة من أكبر كوارث الملاعب في التاريخ، بعدما اقتحم نحو 12 ألف من أنصار فريق المصري البورسعيدي الملعب مع إطلاق صفارة نهاية مباراة فريقهم أمام الأهلي في المرحلة ال17 للدوري المحلي بغية الاعتداء على لاعبي وجماهير الأهلي، وهي الكارثة التي خلفت 73 قتيلاً وأكثر من ألف مصاب، وكان لها توابع عنيفة جداً في مصر التي أعلنت الحداد العام 3 أيام، وخرج الآلاف من جماهير رابطة "التراس" الأهلي، وتضامنت معها روابط "الالتراس" التابعة للأندية الجماهيرية وعلى رأسها الزمالك للتظاهر في شوارع القاهرة بهدف الانتقام من رجال الأمن. وتضامن حارس منتخب مصر الأول عصام الحضري مع زملائه من نجوم الأهلي الدوليين الذي أعلنوا اعتزالهم نهائياً في لحظة ثورة غضب عارمة بعد نجاتهم من موت محقق، ورؤية العشرات من جماهير ناديهم يتساقطون قتلي بين أيديهم داخل غرفة خلع الملابس بإستاد بورسعيد، وقال الحضري الذي انتقل قبل أيام من المريخ السوداني إلى الاتحاد السكندري المصري "قررت اعتزال كرة القدم وإنهاء مشواري، في ظل أوضاع الانفلات التي تعيشها البلاد، ما أسفر على تلك المجزرة التي أدمت قلوب المصريين جميعاً". وتابع "في حالة استمرار مسابقة الدوري، سيحدث ما لا يحمد عقباه، وستكون شرارة لمزيد من العنف بين الجماهير الثائرة جداً في الفترة الحالية، ومهما كانت قيمة بطولة الدوري فإنها في النهاية بطولة تذهب إلى الجحيم إذا كان ثمنها دماء مواطنين أبرياء". وتضامنا مع مصر في كارثتها ومصبيتها الفادحة، دعا اتحاد الكرة الكويتي نظيره المصري لاستضافة الكويت كل المباريات المقبلة للمنتخب المصري، خاصة أن منتخب الفراعنة مقبل على خوض التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال 2014 بالبرازيل، في الوقت الذي تسابق فيه عدد من الأندية الخليجية لإعلان استضافتها لأي منتخب أو ناد مصري، يرغب في إقامة معسكرات خارجية وخوض مباريات ودية خلال فترة تجميد النشاط الرياضي في مصر.