شهد استاد مدينة بورسعيد، كارثة دامية جديدة أمس أسفرت عن سقوط 73 قتيلاً ومئات المصابين من جماهير فريقي الأهلي والمصري ورجال الأمن، فيما كانت معدلات الوفاة تزيد مع مرور الوقت. بدأت تفاصيل الكارثة الدامية مع إطلاق حكم مباراة فهيم عمر صافرة نهاية مباراة الأهلي والمصري التي أُقيمت ضمن مباريات المرحلة ال 17 من بطولة الدوري المحلي، حيث اقتحم آلاف من جماهير المصري ملعب المباراة للاعتداء على لاعبي وأعضاء الجهاز الفني للأهلي رغم أن المباراة انتهت بفوز فريقها 3 /1 . وأعاد المشهد الكارثي للأذهان موقعة "الجلابية " الشهيرة التي شهدها إستاد القاهرة عقب نهاية مباراة الزمالك والأفريقي التونسي في أبريل الماضي في بطولة دوري الأبطال الأفريقي، عندما اقتحمت جماهير الزمالك ملعب المباراة قبل لحظات من النهاية .. وكذلك واقعة اقتحام جماهير المحلة لملعب المباراة أثناء مباراة فريقها أمام الأهلي، ومن قبلها عدة وقائع مشابهة، عمت الملاعب المصرية منذ اندلاع الثورة المصرية. شرارة الكارثة انفجرت مع رفع جماهير "ألتراس" الأهلي لافتة مسيئة لجماهير بورسعيد مما دفع جمهور المصري إلى الرد بالاعتداء عليهم وعلى لاعبي الأهلي في ظل غياب أمني وفشل سيارات الإسعاف في الوصول إلى الإستاد لنقل المصابين. وأكد لاعب الأهلي محمد أبوتريكة أن أحد مشجعي الأهلي توفي أمامه عقب دخوله غرفة خلع الملابس الخاصة بالفريق. وسعى رئيس المجلس العسكري المشير طنطاوي إلى إنقاذ الوضع بإرسال طائرات حربية لنقل فريق الأهلي وجماهيره إلى القاهرة. وعقب هذه الأحداث، عقد مجلس إدارة النادي الأهلي اجتماعا طارئا، بحث خلاله قرار الانسحاب من البطولة ونعى القتلى من جماهيره، فيما أعلن لاعبو الفريق عدم خوضهم أية مباراة مستقبلا. كما أعلن فيه رئيس نادي الاتحاد السكندري تعليق مشاركة فريقه في الدوري احتجاجا على فشل اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر في التصدي لظاهرة الشغب الجماهيرية، في الوقت الذي ألغيت فيه مباراة الزمالك مع الإسماعيلي التي أقيمت عقب انتهاء مباراة الأهلي والمصري، وجاء القرار بناء على طلب من مدرب الزمالك حسن شحاتة.. وهو القرار الذي أثار غضب جماهير الزمالك التي قامت بإشعال النار في إستاد القاهرة. فيما دعا زاهر أعضاء اتحاد الكرة لاجتماع طارئ لبحث الكارثة.