اكتسحت المعارضة الكويتية بقيادة الإسلاميين انتخابات مجلس الأمة وحصلت على 34 مقعداً من أصل 50، فيما خرجت المرأة من البرلمان، وتكبَّد الليبراليون خسارة كبيرة بحسب النتائج الرسمية. وحصل الإسلاميون السنة على نصيب الأسد إذ باتوا يسيطرون على 23 مقعداً مقارنة بتسعة مقاعد في البرلمان السابق. وبذلك تسيطر المعارضة التي بلغ إجمال عدد المقاعد التي حصلت عليها 34 مقعداً بشكل كامل على قرارات المجلس، وصارت قادرة على تجاوز تأثير تصويت الوزراء غير المنتخبين البالغ عددهم 15 وزيراً. وركَّزت الحملة الانتخابية لمرشحي المعارضة على شعاري الإصلاح ومحاربة الفساد. وعزا المرشح الإسلامي والنائب السابق وليد الطبطبائي فوز الإسلاميين إلى الرغبة الشعبية في الإصلاح. وقال "الانتخابات أتت بعد حراك شعبي وشبابي أسقط الحكومة السابقة، وسيكون لنا دور في قيادة دفة الأمور. لن تكون هناك استجوابات لأنهم يعلمون وجود قوة للإصلاح والرقابة في وجه الحكومة". وأضاف "سنسعى ليكون التشكيل الوزاري من رجال دولة، وسنسعى إلى قوانين لمكافحة المحسوبية واستقلال القضاء وإنشاء مفوضية مستقلة للانتخابات وفتح ملفات الفساد السابقة بما في ذلك الإيداعات المليونية والتحويلات المليونية" في إشارة إلى قضية شغلت الكويت في الأشهر الماضية وشملت 13 نائباً. وشهدت نسبة الإقبال على الاقتراع ارتفاعاً ملحوظاً حيث فاقت الانتخابات السابقة وتجاوزت نسبة المشاركة 60% بعد أن طغت على المشهد الانتخابي أجواء من الاستقطاب الحاد، وتوافد عشرات الآلاف الناخبين والناخبات طوال أمس الأول على مراكز الاقتراع، وتصاعدت وتيرة الإقبال بشكل كبير في فترة المساء. وكانت السلطات الكويتية قد سمحت للمرة الأولى في تاريخها لمندوبين من خارج البلاد بمراقبة الانتخابات، حيث شارك 30 مراقباً عربياً وأجنبياً بينهم 4 من مفوضية شفافية الانتخابات وهي منظمة أهلية دولية، إضافة لحوالي 300 مراقب من جمعيات داخلية تقودها جمعية الشفافية الكويتية.