انتقلت معاناة سكان العاصمة وزوارها وقائدي السيارات مع "حفريّات المشاريع" والكتل الخرسانيّة "الصبّات"، إلى أصحاب المحلات التجاريّة الذين لجؤوا إلى أسلوب تسويقي جديد عبر "خدمة التوصيل المجاني"، للحدّ من الخسائر اليوميّة التي سببتها لهم الحفريات والكتل التي تنتشر أمام محلاتهم وتحاصرها من كل اتجاه وتعيق وصول زبائنهم إليهم. واضطر عدد من المحال والمعارض التجاريّة في بعض المواقع في العاصمة إلى تعليق لافتات على واجهاتها من الخارج تعتذر لزبائنها عن وجود "الحفريات" وتعرض عليهم خدمة "التوصيل المجاني" في محاولة لاسترداد بعض زبائنهم الذين يقفون أمام المحلات ويجدونها محاصرة بالحفريات فيغادرون للتسوّق في مواقع أخرى مما سبب لتلك المحلات خسائر ماديّة كبيرة، بحسب عدد من أصحابها. وأكد مسؤول في محل خضار بشمال شرق الرياض يدعى عباس هزاع، أنه منذ نحو شهرين بدأت أعمال الحفريات على امتداد الشارع الذي يقع عليه محله، وذلك لإعادة تصميم الطريق وإنشاء تمديدات الصرف الصحي مما أفقده أكثر من 70 % من زبائنه الذين يحضرون للمحل ويجدونه محاصرا بالحفريات ولا يتاح لهم موقف لسياراتهم فيغادرون المكان دون شراء، لافتا إلى أنه مع مرور الأيام ازدادت خسائره فاضطر لتعليق لافتة يعتذر فيها لزبائنه عن وجود الحفريات التي لا يمتلك قرارا بوجودها، وقدّم لهم خدمة التوصيل المجاني للمنازل معتمدا على دراجة نارية كبيرة. وحول أسعار بضائعه وما إذا كان قد قام بتخفيضها لاستقطاب الزبائن والحد من عزوفهم، قال هزاع إنه يتماشى مع أسعار السوق لكنه يحاول الحصول على أقل هامش ربح من أجل كسب الزبائن وإعادتهم إلى محله؛ لكن ذلك لم يحد من التراجع الكبير للزبائن الذين يتجنّبون الشراء من محلّه بمجرد رؤيتهم للحفريات التي تحاصره من كل اتجاه. وطالب البائع في محل آخر يدعى عبدالعظيم منان بمراعاة نشاط أصحاب المحال التجارية الذين يتفاجؤون بأعمال الحفريات وإغلاق واجهات محالهم بالكتل الخرسانيّة لفترات طويلة مما يعرضهم لخسائر كبيرة، مشيرا إلى أنه يتفهّم وجود مثل هذه المشاريع الحيوية لكن يجب أن تكون هناك آلية سريعة لإنجاز الأعمال بما لا يؤثر على الأنشطة التجارية، وأن يوضع لأصحاب المحلات التجارية مساحات كافية يستقبلون من خلالها زبائنهم ويجدون مواقف كافية لسياراتهم حين يرتادونهم للتبضّع. يذكر أن أعضاء المجلس البلدي لمدينة الرياض، أكدوا في جلستهم الأخيرة التي عقدت الشهر الماضي على أن ظاهرة الحفريات تشكل إزعاجاً كبيراً لسكان المدينة، خاصة أن كثيراً من المشاريع وأعمال الحفريات تستغرق وقتاً طويلاً حتى الانتهاء منها. وأشاروا في بيان صادر عن المجلس حينها إلى سوء تنفيذ أعمال ما بعد الحفر، فكثيرا ما تتعرض الطرق إلى هبوط وانكسارات وتشوهات بالغة تؤدي إلى الإضرار بمصالح المواطنين وسلامتهم، وتخفض من عمر الطريق الافتراضي.