استحق فريقا الهلال والاتفاق الوصول للمباراة النهائية لكأس ولي العهد عقب تغلبهما على الاتحاد والأهلي في الوقتين الأصليين من مباراتي نصف النهائي، دون وصول للتمديد أو ركلات الترجيح، خلاف ما جرت عليه العادة مع مباريات من هذا الوزن الثقيل، فالهلال أطاح دون مقاومة بالاتحاد، واكتفى بهدفين من جملة فرص كانت قابلة للتسجيل، وخطف الاتفاق الفوز في وقت حاسم من المباراة، عقب مقاومة شرسة من الأهلي، الذي كان قريباً من الفوز لو وفق مهاجموه في تسجيل هدف ثان، عقب الهجوم الكاسح الذي شنه على مناطق الاتفاق الدفاعية. وسط بحيوية الشباب في الهلال أثبت "شبان" وسط الفريق أنهم على قدر المسؤولية، وبرهنوا للمرة الثالثة على أنهم قادرون على تحدي الظروف المحيطة بفريقهم، من غيابات مؤثرة، وحولوها "ميدانياً" لبسط سيطرتهم وهيمنتهم على وسط المباراة، وعزل لاعبي وسط الاتحاد بصورة أوقعتهم في إشكالات عدة، سواء في التمرير الخاطىء، أو ارتكاب الأخطاء المتكررة، وبالتالي غابت مقاومتهم طوال شوطي المباراة، وهو ما منح لاعبي الهلال دفعة معنوية زادت ثقتهم في أنفسهم، وفي الزملاء، وتحولت بعض الألعاب بينهم لكرات استعراضية، نتيجة ما شاهدوه من ضعف مقاومة في الجانب الاتحادي. "التدوير" زاد الخطورة ساهم دخول لاعبي الهلال بتركيز مثالي من أول دقيقة من المباراة في فرض أسلوبهم بالضغط على حامل الكرة وسط ملعب الاتحاد، وافتكاكها في هذه المنطقة ما يساعدهم على تدويرها بسهولة فيما بينهم، إضافة للتحركات دون كرة، التي تصنف كأهم المسببات في وقوع لاعبي الاتحاد في "فخ" الارتباك، وهو الذي تسبب أيضاً في ضعف الرقابة على مفاتيح الخطورة الهلالية، وأدى لتداخل لاعبي الاتحاد على بعضهم البعض في عدد من المناسبات، وهو مؤشر غير مثالي لفريق يلعب مباراة خروج المغلوب. برانكو أجاد قراءة الأهلي وفق مدرب الاتفاق، الكرواتي برانكو في وضع طريقة لعب، وبأدوار محددة للاعبيه، ما ساعدهم على التماسك من أول المباراة، حينما أوعز للاعبيه بالضغط على حامل الكرة في ملعب الأهلي، خصوصاً على البرازيلي كماتشو، وأحمد درويش، وبالفعل تحقق مبتغاه بإجبار كماتشو على الابتعاد عن مناطق الخطر، وأدى في النهاية لعزل المهاجمين فيكتور والحوسني عن وسط الفريق، وبذلك قلت الخطورة على مرمى الاتفاق، إلى أن سجل الفريق هدفه الأول نتيجة وضع لاعبي الأهلي تحت الضغط أطول فترة ممكنة. "غفوة" كادت تطيح بالاتفاق المثالية في وسط ملعب المباراة من جانب الاتفاق كادت تتحول إلى مشكلة كبيرة على الفريق لو وفق مهاجمو الأهلي في تسجيل هدف ثان، عقب تعديل النتيجة مع الدقيقة (70) نتيجة للتراجع المبالغ فيه من قبل مهاجمي ووسط الاتفاق، خصوصاً أن مدرب الأهلي ياروليم رمى بأوراق هجومية منذ وقت مبكر من الشوط الثاني، وتحقق له مبتغاه بتسجيل التعادل. تباعد الخطوط أبعد الأهلي مبالغة لاعبي الأهلي بالضغط على دفاع ووسط الاتفاق مع اقتراب آخر دقيقة من الوقت بدل الضائع، لم يكن منطقياً، حينما غابت معه خبرة مدافعيه ووسط ملعبه، وكانت المحصلة أن تتراكم الأخطاء الفردية حتى وصلت للمدافع جفين البيشي، وردة فعله غير الجيدة في مثل هذه المناطق، وفي مثل هذا الوقت، وكانت النتيجة أن جرأة الظهير الأيسر أحمد عكاش جلبت ركلة جزاء ودع معها الأهلي البطولة في الدقيقة 94 من المباراة..