لم يخلف الهلال موعده السنوي المعتاد مع كأس ولي العهد وسجل لاعبوه حضور فريقهم أمس في نهائي هذه المسابقة للموسم الخامس على التوالي، بعد أن تخطوا ضيفهم الاتحاد بهدفين للاشيء في لقاء هيمنوا على مجرياته كاملة وكادوا يضاعفون غلتهم خلاله بعد أن ظهر لاعبو الاتحاد بأداء باهت وسلموا لمنافسهم كل مفاتيح التفوق منذ الدقيقة 14 التي زار فيها الكوري الجنوبي بيو يونج شباك مبروك زايد، مفتتحا أهداف اللقاء، مرورا بهدف نواف العابد في الدقيقة 71 ، وصولاً إلى الرمق الأخير من المواجهة. ووضع التأهل الهلال على مقربة من الاحتفاظ بلقبه الذي حققه لأربع مرات متتالية، حيث سيلاقي الفائز من لقاء نصف النهائي اليوم بين الأهلي والاتفاق. وأحكم الهلال مبكراً قبضته على وسط الميدان بخمسة لاعبين هم محمد الشلهوب وعبدالعزيز الدوسري وسلمان الفرج وسالم الدوسري ومحمد القرني، وركز على التمريرات البينية القصيرة، واستثمار اللعب العرضي والضغط على حامل الكرة، وتخلى عن مركزية الأداء، ففرض تفوقه وتوجه بتقدم رقمي في الدقيقة 14 بتوقيع مهاجمه الوحيد، الكوري الجنوبي بيو يونج الذي استفاد من كرة عبدالعزيز الدوسري التي ارتدت من القائم الأيمن للمرمى. وساهم أسلوب الضغط الهلالي في إراحة خط الظهر الذي لعب فيه الرباعي عبدالله الزروي وعبدالله الدوسري وأسامة هوساوي وسلطان البيشي، حيث لم يتعرض لإحراجات كبيرة. وكان الاتحاد بدأ المواجهة بتهديد مبكر عند الدقيقة الثالثة عن طريق البرتغالي باولو جورج بتسديدة مباشرة كان الحارس الهلالي لها بالمرصاد. واعتمد مدرب الاتحاد، السلوفيني ماتياج كيك على دفاع المنطقة، ونصب مصيدة التسلل من قبل رباعي خط الظهر إبراهيم هزازي وأسامة المولد وأحمد عسيري ومشعل السعيد, ودعمهم رباعي الوسط الذي ضم جورج وسعود كريري وسلطان النمري ومحمد أبو سبعان, فيما تكفل بالشق الهجومي نايف هزازي والكونجولي إندوما. وبدا الاتحاد متأثراً للغاية بغياب قائده محمد نور، وغياب صانع الألعاب عموماً, وتاه بين استراتيجيتي البحث عن تعزيز الهجوم أو تأمين الخطوط الخلفية، مما أرهق حارسه مبروك زايد (ذهنياً), بالنظر إلى سلامة التحرك الهلالي في العمق والأطراف. وافتقد الاتحاد نجاعة التحرك الهجومي، وزادت متاعبه بخروج نايف هزازي في الدقيقة ال43 مصاباً، حيث عوّضه أحمد بوعبيد في أول مشاركة رسمية له بعد انتقاله من الفتح بعد أقل من 24 ساعة من توقيعه. وارتفع إيقاع الأداء في الشوط الثاني، وواصل الهلال نصب مصيدة التسلل، لكن إبراهيم هزازي كسرها بعرضية على رأس اندوما سددها قوية أبعدها حسن العتيبي ببراعة (54). ونشط الاتحاد قليلاً، وهاجم عن طريق باولو جورج، فيما دفع الهلال بنواف العابد بديلاً لعبدالعزيز الدوسري الذي تأثر بإصابة، ونجح البديل في زيادة غلة فريقه بهدف ثان في الدقيقة 71 مستفيدا من عرضية نجم اللقاء سالم الدوسري. واندفع الاتحاد، فانفتح الملعب أمام الهلال الذي شكلت ألعابه السريعة إحراجا لدفاع الاتحاد الذي ترك الشلهوب لينفرد لكنه تأخر فسمح لمبروك زايد باستخلاص الكرة. وارتكب الاتحادي أبو سبعان حماقة عند الدقيقة 76 حينما (دعس) على ظهر العابد دون أن ينال عقوبة من الحكم. وتبادل الفريقان الهجمات، فزادت سرعة المباراة، هجمات على المرميين وزادت المتعة والإثارة، وكاد الاندفاع الاتحادي غير المدروس يكلفه هدفا ثالثا لو وفق يونج في التسجيل قبل خروجه في الدقيقة ال83 ودخول عيسى المحياني بديلاً له. ولعب مدربا الفريقين في الدقائق الأخيرة بالأوراق الاحتياطية، فدفع الهلال بأحمد الفريدي مكان الشلهوب، ومدرب الاتحاد بصالح الصقري على حساب اندوما في الدقيقة 80.