واصل مهرجان ربيع محافظة النعيرية فعالياته المتنوعة التي تشهد إقبالا كبيرا من أهالي المحافظة وزوارها الذين توافدوا من دول مجلس التعاون الخليجي ومناطق المملكة المختلفة. وشهدت القرية التراثية بالمهرجان توافد أعداد كبيرة من الزائرين الذين حرصوا على شراء بعض الأدوات القديمة مثل الحلي والسدو، وكذلك بعض الأكلات الشعبية، حيث تواجد في ذلك الموقع عدد من الحرفيين الذين يعملون في صناعة الحرف القديمة، وبعض النساء الكبيرات في السن المتميزات بصناعة الأكلات الشعبية القديمة. وتجولت "الوطن" في القرية التراثية وقابلت بعض الزوار والحرفيين، الذين أكدوا أن القرية تعيدهم إلى أيام "زمان". وقال بدر العودة من دولة الكويت الشقيقة إنه اعتاد زيارة النعيرية في موسم الربيع للاستمتاع بالأجواء الربيعية الرائعة التي تتمتع بها المحافظة، مبديا إعجابه بما شاهده في القرية وخاصة صناعة السدو التي تشتهر بها المحافظة. وأضاف محمد الخالدي الذي قدم من الدمام للتنزه في صحراء النعيرية، أنه سمع عن القرية التراثية كثيرا، وحضر مصطحبا عائلته في زيارة للمهرجان لمشاهدة الحرف والصناعات القديمة، مضيفا أنهم اشتروا بعض الحلي والمنسوجات اليدوية التي تذكرهم بأيام زمان. وأشارت أم محمد التي تصنع وتبيع السمن البلدي واللقط إلى أنها تعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 30 سنة وتشارك في القرية التراثية من ثلاث سنوات، ولديها محل في سوق النعيرية الشعبي، واصفة إقبال الزوار على شراء السمن البلدي ب"الكبير". أما أم فلاح التي تخصصت في بيع الأكلات الشعبية فقالت إنها تشارك في القرية التراثية من خلال صنع الأكلات الشعبية مثل القرصان، وخبز الصاج، والجريش، والمرقوق. مشيرة إلى الطلب الكبير على ذلك النوع من الأكلات. من جهته، أوضح المشرف على تنظيم القرية التراثية عبدالرحمن صالح اليحيى ل"الوطن" أمس أن القرية نظمت هذا العام بطريقة مختلفة عن الأعوام الماضية، خاصة بعد دعم الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمنطقة الشرقية، مما ساهم في إظهارها بشكل مختلف ومغاير عن السابق. وبين اليحيى أن هناك 20 حرفيا شاركوا هذا العام، متخصصين في الصناعات القديمة مثل صناعة السدو، والحبال، والحلي، والأكلات الشعبية. وقال إن هناك قوة شرائية نتيجة الإقبال الكبير من زوار المهرجان على القرية، مشيرا إلى أن عدد زوارها بلغ أكثر من 10 آلاف حتى يوم أول من أمس.