يستهل منتخب النجوم السوداء (غانا) اليوم، مشواره في النسخة ال28 من نهائيات كأس أمم أفريقيا لكرة القدم عندما يواجهه بوتسوانا الضيفة الجديدة على العرس القاري ضمن المجموعة الرابعة. وتدخل غانا البطولة وعينها على اللقب باعتبار أنها وساحل العاج الأوفر حظاً للصعود على أعلى قمة منصة التتويج. "لن نرضى بغير اللقب ولن نترك الجابون دون الظفر بالكأس الغالية"، هذا ما قاله مدرب غانا، الصربي جوران ستيفانوفيتش (45 عاما). وخلف جوران مواطنه ميلوفان رايفتش الذي حقق المعجزة مع "النجوم السوداء"، حيث قادهم إلى نهائي النسخة ال27 في أنجولا ثم إلى ربع نهائي كأس العالم بجنوب أفريقيا للمرة الأولى في تاريخهم. وتبدأ غانا بمواجهة بوتسوانا قبل أن تلاقي بعد ذلك بأربعة أيام، منتخب مالي، وبعدها بالمدة ذاتها، منتخب غينيا. وتسعى غانا إلى معانقة الكأس القارية للمرة الأولى منذ 30 عاما، وتحديدا 1982 في ليبيا عندما تغلبت بركلات الترجيح على البلد المضيف، والخامسة في تاريخها وبالتالي الانفراد بالمركز الثاني في لائحة المنتخبات الأكثر تتويجا باللقب، حيث تتشارك حالياً مع الكاميرون الغائبة الأكبر عن النهائيات، وتقترب من مصر حاملة الرقم القياسي بسبعة ألقاب. تملك غانا الأسلحة اللازمة لتكرار ما فعلته في أنجولا وهي تعول على جيان والشقيقين جوردان واندريه ايوو، اللذين يرغبان في أن يحذوا حذو والدهما عبيدي بيليه، وسولي علي مونتاري (إنتر ميلان الإيطالي) واسامواه كوادوو (اودينيزي الإيطالي). ويبقى أبرز الغائبين لاعبا وسط ميلان الإيطالي وتشلسي الإنجليزي كيفن برينس بواتنج ومايكل ايسيان على التوالي، الأول لاعتزاله اللعب دوليا بعد تألقه اللافت في المونديال، والثاني بسبب الإصابة، إلى جانب حارس المرمى الأساس ريتشارد كينجسون كونه لا يلعب مع أي ناد في الوقت الراهن. أما منتخب بوتسوانا أول المتأهلين إلى العرس القاري للمرة الأولى في تاريخه، شهدت استعداداته بعض المشاكل بين اللاعبين والاتحاد المحلي، حيث رفض الأوائل، التدريب دون منحهم مكافآت التأهل وقدرها 13 ألف دولار لكل لاعب، بالإضافة إلى مطالبتهم ب2000 دولار في حال الفوز في أي مباراة بالنهائيات وألف دولار في حال التعادل و4500 دولار في حال بلوغ ربع النهائي، بيد أن الاتحاد المحلي تذرع بعدم قدرته على تخصيص هذه المبالغ كما أنه احتاج إلى تدخل حكومة بلاده الغنية بالماس ويبلغ عدد سكانها مليوني نسمة، لتمويل معسكرين تدريبيين في جنوب أفريقيا. كما أن المدرب المحلي ستانلي تشوسان أعرب عن استيائه من عدم تلبية مطالبه بالقيام بمعسكرات تدريبية في كينيا والبرازيل، واختيار جنوب أفريقيا والكاميرون لذلك، بالإضافة إلى وقف المفاوضات معه لتمديد عقده حتى نهاية العرس القاري. وفي المباراة الثانية، تلتقي مالي مع غينيا في مواجهة ساخنة ومهمة لأن الفائز منهما سيخطو خطوة كبيرة نحو الظفر بالبطاقة الثانية في المجموعة على اعتبار أن غانا مرشحة بقوة للبطاقة الأولى. يدخل المنتخب المالي بقيادة مدربه الفرنسي آلان جيريس بهدف تخطي الدور الأول بتشكيلة شابة يغيب عنها ركائز الجيل الذهبي أبرزهم فريديريك كانوتيه المعتزل ومحمدو ديارا ومحمد أمين سيسوكو. يذكر أن مالي لم تتخط الدور الأول للعرس القاري منذ عام 2004 عندما خرجت من نصف النهائي بخسارة مذلة أمام المغرب صفر/4. وتعقد الآمال على قائدها لاعب وسط برشلونة الإسباني سيدو كيتا ومهاجم سوشو الفرنسي موديبو مايجا. ولا تختلف الأمور لدى الغينيين الذين غيروا جلد منتخبهم بنسبة كبيرة حيث لجأت الإدارة الفنية إلى اللاعبين الشباب الموهوبين مع الاحتفاظ ببعض أصحاب الخبرة من قبيل القائد باسكال فيندونو الذي فسخ عقده مؤخرا مع سيون السويسري والمهاجم إسماعيل بانجورا والمدافع العملاق ديان بوبو بالديه.