رغم التحذيرات التي سبقتها بوقت كاف، ما زالت موجة البرد المعروفة ب"الشبط" في مثل هذه الأيام تربك سكان محافظة حفر الباطن بعد أن تمتعوا بدفء ملحوظ لعدة أيام متواصلة، الأمر الذي جعل بعضهم يتوقعون انتهاء "الموجات الباردة" الشتوية. وبالتزامن مع ذلك، تَصَدَّر موقع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة على الإنترنت، تحذير يفيد بتعرض المملكة لموجة برد، تبدأ مع مساء الجمعة الماضي، وتستمر حتى مساء غد الثلاثاء. ومع موجة البرد، عاد الأهالي لارتداء الملابس الشتوية "الكثيفة" وتحذير الأطفال وكبار السن من الخروج إلى الشوارع أو مغادرة المنازل إلا للضرورة، وخصوصا في فترات المساء التي تنخفض معها درجة الحرارة بشكل ملحوظ، إضافة إلى الاهتمام المتزايد باستخدام كافة وسائل التدفئة المتوفرة، حيث تهافت الناس بصورة كبيرة على محطات الوقود للحصول على ما يسمى ب"القاز" المستخدم في إشعال "الدفايات". وذكر أحد المسؤولين في نقاط البيع بإحدى محطات الوقود الكبرى بحفر الباطن ل"الوطن" أمس، أن طوابير طالبي وقود "القاز" تزايدت خلال يوم واحد. وقال "لأول مرة يتم بيع أكثر من خمسة آلاف لتر من القاز في يوم". إلى ذلك، تزايدت أعداد مراجعي أقسام الطوارئ والإسعاف بمستشفيات المحافظة، بعد تعرض الكثير من الأشخاص وخصوصا الأطفال لبعض الأمراض جراء موجة البرد. وأكد مصدر في مستشفى الملك خالد العام بالمحافظة ل"الوطن" أمس، أن قسم الأطفال حظي باستعدادات إضافية لمواجهة عدد المراجعين الذي يتوقع ارتفاعه بشكل لافت. وفي ذات السياق، لم تثر موجة البرد استغراب كبار السن ممن لديهم معرفة بأمور الطقس، حيث أشار بعضهم إلى أن هذه الموجة تعتبر طبيعية في مثل هذه الفترات من الشتاء. وقال المواطن عبدالله الشعلاني - أحد رواد القنص وتربية الإبل بالمحافظة - إننا نعيش هذه الأيام فيما يعرف ب"الشبط" الذي يتميز بالهواء الشمالي البارد، الذي لا يهدأ كعادة الهبوب مع غروب الشمس بل يستمر لمنتصف الليل وقد يتجاوزها لفترات الصباح.