جددت الخرطوم التزامها بحل كل القضايا العالقة مع دولة جنوب السودان عبر الحوار، فيما، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة "قلقه الشديد من التوتر المستمر" على طول الحدود بين السودان وجنوب السودان. وقال وزير الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة السودانية عبدالله علي مسار أمس إن النفط مسار الخلاف بين الدولتين تم استخراجه عندما كان السودان دولة واحدة وإن اتفاقية السلام الشامل نصت على حفظ حق السودان في النفط كمستخرج له. وأوضح مسار أن الخلاف الحالي بين الدولتين بشأن النفط سببه أن المفاوض الجنوبي لديه فهم خاطئ فيما يتعلق بتقييم العملية البترولية من مصدر إنتاجها وحتى موانئ تصديرها. ووصف مسار إعلان المتحدث الرسمي باسم حكومة جنوب السودان بشأن إيقاف تصدير النفط عبر السودان، بأنه نوع من ممارسة الضغط على الجانب السوداني في المفاوضات التي تجرى في أديس أبابا حالياً. وكشف مسار أن مجلس وزراء حكومة جنوب السودان أقر مساء أول من أمس ضرورة عقد لقاء بين الرئيس السوداني عمر حسن البشير والفريق سلفاكير ميارديت رئيس حكومة الجنوب في أديس أبابا على هامش القمة الأفريقية المرتقبة. كما أكد ضرورة بحث قضية البترول وأهمية التوصل إلى حل. وكانت وزارة الخارجية السودانية أصدرت بياناً حول إعلان المتحدث الرسمي باسم حكومة جنوب السودان بشأن إيقاف تصدير النفط عبر السودان أكدت فيه الحصول على حق السودان عيناً من نفط الجنوب المصدر عبر أراضيه. وأضافت الخارجية أن حكومة دولة الجنوب إذا صدقت في نيتها بإيقاف تصدير نفطها عبر السودان فإن ذلك سيكون فيه ضرر للطرفين معاً ولكن ضرر جنوب السودان أكثر. ومن جهته أبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قلقه من "تدهور العلاقات" بين السودان وجنوب السودان. وأفاد المتحدث باسمه مارتن نيسيركي أن الأمين العام طلب "على الفور من الطرفين بذل ما في وسعهما للتوصل إلى اتفاق خلال مفاوضاتهما الحالية في أديس أبابا برعاية" الاتحاد الأفريقي "وحل الأزمة القائمة بشأن النفط". وأضاف أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة هايلي منكيريوس سيبقى في أديس أبابا للمساعدة على المفاوضات بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي. ودعت الصين الطرفين إلى ضبط النفس وطلبت من حكومتي البلدين "ضمان حقوق الشركات الصينية" على أراضي كل منها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو ويمين إن "النفط مورد اقتصادي حيوي يتقاسمه السودان وجنوب السودان". وأضاف أن "الصين تأمل أن تنفذ الحكومتان التزاماتهما بحماية حقوق الشركات الصينية وشركات الشركاء الآخرين". إلى ذلك قالت الأممالمتحدة إن 120 ألف شخص على الأقل تضرروا جراء اندلاع أعمال عنف قبلية في ولاية جونقلي المضطربة بجنوب السودان؛ حيث تشهد المنطقة منذ أسابيع هجمات انتقامية. وقالت منسقة الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية لجنوب السودان ليز جراند إن "العنف في جونقلي لم يتوقف.. أطلقنا قبل أسبوعين فقط عملية إغاثة كبيرة لمساعدة 60 ألف شخص". وأضافت "نتيجة الهجمات الأخيرة نقدر الآن عدد المحتاجين للإغاثة بضعف هذا العدد". وحذرت جراند من أن أعداد المتضررين قد ترتفع أكثر إذا استمر تبادل الهجمات الدامية مع استعدادات طارئة لتقديم المساعدة لعدد يصل إلى 180 ألفا من المتضررين.