في الوقت الذي علقت فيه فرنسا مشاركتها العسكرية في أفغانستان بسبب مقتل 4 من جنودها بنيران صديقة أطلقها جندي أفغاني، صعد الرئيس نيكولا ساركوزي من نبرة تحذيراته للنظام السوري متعهدا بأن فرنسا "لن تسكت أمام الفضيحة السورية، ولا يمكن أن تقبل بالقمع الوحشي للاحتجاجات من قبل نظام الرئيس بشار الأسد، الذي يجر البلاد مباشرة إلى الفوضى التي سيستفيد منها المتطرفون". وقال في لقاء دبلوماسي بباريس أمس إن "سورية للشعب السوري الذي يجب في نهاية المطاف أن يتمكن من اختيار قادته بحرية وأن يقرر مصيره، وإن الجامعة العربية تقوم بعمل شجاع ويجب أن تواصله وبالتالي على مجلس الأمن الدولي أن يقدم إليها مساعدته". وأضاف "لا نريد أن نتدخل في الشؤون السورية لكن لا أحد أكثر مني مد يده بصدق إلى الأسد. لكن في لحظة ما على كل طرف أن يواجه الوقائع، وفرنسا لن تسكت أمام الفضيحة السورية". إلى ذلك قتل نحو 15 شخصا وجرح آخرون برصاص الأمن في "جمعة معتقلي الثورة" في سورية، بينما تصاعدت الضغوط على الجامعة العربية لإحالة الملف إلى مجلس الأمن.
------------------------------------------------------------------------ حث رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أمس، على توطيد التعاون بين الحلفاء الذين يشعرون بمخاوف من البرنامج النووي الإيراني. وقال "لدينا الكثير من الاهتمامات المشتركة في المنطقة في هذا التوقيت الحيوي وكلما واصلنا العمل مع بعضنا بعضا أصبحنا جميعا في حال أفضل". والتقى ديمبسي مسؤولين إسرائيليين في زيارته الأولى والقصيرة لإسرائيل أمس، حيث أجرى محادثات مع رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال بني غانتز ووزير الدفاع إيهود باراك، إضافة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز. وعلى الرغم من أن مضمون المحادثات لم يكشف، توقعت مصادر إسرائيلية بأنه مرتبط بالخلافات بين البلدين حول فعالية العقوبات المفروضة على البرنامج النووي الإيراني وإمكانية توجيه ضربة عسكرية لإيران. وبدوره، حذر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس من تدخل عسكري محتمل ضد إيران لوقف برنامجها النووي، معتبرا أنه "سيؤدي إلى الحرب والفوضى في الشرق الأوسط والعالم". وقال خلال تقديم تهانيه إلى السلك الدبلوماسي في باريس إن "تدخلا عسكريا لن يحل المشكلة بل قد يؤدي إلى الحرب والفوضى في الشرق الأوسط والعالم"، مؤكدا أن "فرنسا ستفعل ما بوسعها لتجنب تدخل عسكري". وقال إن الوقت ينفد أمام محاولات تفادي العمل العسكري ضد إيران، وناشد الصين وروسيا تأييد عقوبات جديدة لإجبار طهران على التفاوض بشأن برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وتابع "نحن بحاجة إلى عقوبات أقوى وأشد حسما لوقف شراء النفط الإيراني وتجميد أصول البنك المركزي. ومن لا يريدون هذا سيتحملون المسؤولية عن مخاطر نشوب صراع عسكري". وفي أبو ظبي، حذرت الإمارات من تصعيد التوتر بشأن نشاط إيران النووي ورحبت بتصريحات لوزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي بأن "السلام والهدوء" في المنطقة من مصلحة الجميع. وقال وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان "من المهم الابتعاد عن أي تصعيد ونؤكد على استقرار المنطقة. أحيي تصريحات زميلي وزير الخارجية الإيراني بالابتعاد عن أي تصعيد". في المقابل، تعهدت اليابان أمس بالاستمرار في خفض مشترياتها من الخام الإيراني، في أوضح مساندة علنية حتى الآن من جانب كبار المشترين الآسيويين للجهود الأميركية لفرض حصار دولي على إيران. وأظهر مشترون آسيويون آخرون استجابة أقل أو كانوا أقل وضوحا في أعقاب زيارات للمنطقة قام بها في الأسبوعين الماضيين مبعوثون للرئيس الأميركي باراك أوباما الذي وقع قانونا جديدا للعقوبات عشية رأس السنة يهدف إلى حرمان إيران من إيرادات النفط. ومساندة آسيا للعقوبات الأميركية ضرورية إذ إن المنطقة تشتري أكثر من نصف صادرات إيران اليومية من النفط الخام. والتزم الاتحاد الأوروبي بحظر واردات الخام الإيراني. وكانت الصين والهند رفضتا العقوبات الأميركية، فيما لم تحدد كوريا الجنوبية موقفها حتى الآن.