تصاعدت فى الفترة الأخيرة الهجمات التى يشنها حزب العمال الكردستاني على قوات الجيش والشرطة فى تركيا ، وإن تركزت بشكل أساسي على الجيش ، فى إطار إستراتيجية جديدة للحزب، وضعت على ما يبدو بعد دراسة للتغيرات الراهنة فى السياسة التركية والأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط. ودفعت الإستراتيجية الجديدة للحزب ، التى تقوم على تطوير وتنويع الهجمات ، وتوسيع نطاقها فى تركيا ، المراقبين والمتابعين لطرح أسئلة تتعلق بمستقبل المنطقة وصورة التوازنات والتحالفات الجديدة فيها بعد أن باتت تركيا تقترب أكثر من إيران وسوريا وتبتعد عن إسرائيل ، وتتخاصم "سياسيا" مع الولاياتالمتحدة حليفها الإستراتيجي. وفي هذا الإطار ، واصل حزب العمال الكردستاني هجماته التي تصاعدت فى الفترة الأخيرة ضد الجيش التركي وقوات الأمن. وقام عناصر من الحزب أمس بتفجير قنبلة لدى مرور حافلة عسكرية بالقرب من مجمع سكني عسكري فى حي هالقالي بمدينة إسطنبول ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص ثلاثة منهم عسكريون وفتاة فى ال17 من عمرها ابنة أحد العسكريين ، وإصابة 12 آخرين. وتأتي هذه العملية بعد ثلاثة أيام من هجوم لعناصر حزب العمال على وحدة عسكرية بضواحي بلدة شمدينلي التابعة لمحافظة هكاري قتل فيه 11 جنديا وأصيب 16 آخرون ، وردت القوات التركية بقتل 12 من عناصر الحزب ، وبلغت حصيلة قتلى الجيش فى الشهرين الماضيين أكثر من 50 قتيلا. وكان 15 شرطيا أصيبوا بانفجار فى منطقة هلقالي نفسها بإسطنبول في 8 يونيو الجاري أثناء توجههم لعملهم فى مطار أتاتورك الدولي بنفس الطريقة التى نفذ بها انفجار الحافلة العسكرية أمس. وجميع هذه الهجمات وما سبقها وما تخللها يأتي في إطار إستراتيجية جديدة لحزب العمال تهدف للضغط على الحكومة التركية وإفشال خطتها للانفتاح الديمقراطي لحل المشكلة الكردية التى أعلن زعيمه المعتقل عبد الله أوجلان رفضه لها، فى مسعى للضغط على الحكومة للاستجابة لمطالب الأكراد ، ودفعها للتفاوض المباشر مع أوجلان.