دق نقاد وسينمائيون مغاربة ناقوس الخطر محذرين من تراجع الحريات بالمغرب وتأثر الفن والتمثيل، خاصة بعد فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الأخيرة وتوليه الحكومة الحالية طبقا للدستور الجديد، لأول مرة في تاريخ البلاد. وأثار وقف عرض فيلم مغربي ومنع مجلة فرنسية من التوزيع في المغرب، حفيظة المدافعين عن النهج الحداثي الذي تميّز به المغرب في العقد الأخير. ومع اقتراب انطلاق الموسم السينمائي بالمغرب عبّر العديد من المنتجين والمخرجين عن تخوفهم من منع عرض بعض الأفلام المغربية الجريئة كما حدث لفيلم المخرج محمد أشاور الذي يحمل عنوان "فيلم" ويحكي قصة مخرج مهووس بالسينما، يبحث عن تحقيق ذاته وإخراج أول أفلامه. ورغم أن الفيلم حصل على عدة جوائز في الدورة الماضية لمهرجان الفيلم المغربي إلا أن جهاز السينما قرر وقف عرضه بعد أسبوع واحد من عرضه الجماهيري، بسبب ما اعتبر "خدشا للحياء العام" و"عدم احترام المشاهد". ويعترف بعض النقاد أن جرأة الفيلم صدمت الجمهور، لكن النقاد حملوا المسؤولية لجهاز السينما في صنع هذه الأفلام ثم وقف عرضها، ويتساءلون عن جدوى استفادة مخرجيها من منحة دعم تصرف من جهاز عمومي تابع للدولة هو المركز السينمائي المغربي، ما دامت لن تحظى بعرض جماهيري واسع يسمح بمشاهدتها من قبل شريحة كبيرة من المتلقين المغاربة. كما أثار عرض فيلم "عاشقة من الريف" للمخرجة نرجس النجار غضب التيارات المحافظة التي لم تتعود رؤية إنتاجات مغربية بمثل هذه الجرأة، وواجه الفيلم انتقادات لاذعة بسبب مشاهده الجريئة وأسلوبه في مقاربة ومعالجة مواضيع خاصة متعلقة بالمرأة. وكانت عدة أفلام سينمائية مغربية قد تعرضت لوقف العرض في فترات متباعدة، أشهرها فيلم "ماروك" للمخرجة ليلى المراكشي و"لحظة ظلام" للمخرج نبيل عيوش و"بيضاوة" للمخرج عبد القادر لقطع.