أقدمت قاعة سينمائية بالعاصمة المغربية، الدارالبيضاء، على وقف عرض فيلم سينمائي، قبل إتمامه أسبوعه الأول، في سابقة تعدُ الأولى في المملكة. وقد عللت إدارة “ميغاراما” قرارها هذا، بكون العمل والذي حمل عنوان “فيلم...”، لم يحقق “مداخيل مهمة”، في حين صرح المخرج محمد أشاور، بأن الأمر يتعلق ب”منع ممنهج، وبخضوع لرغبة بعض الجهات، في كتم حرية التعبير والإبداع”. وقد بدأ النقاش حول العمل الفني “فيلم..”، في “المهرجان الوطني للفيلم”، الذي عقد بمدينة طنجة شمال المغرب يناير الماضي، حيث خلف نقاشا كبيرا، بسبب مشاهده الساخنة، وحواراته الجريئة. وتدور قصة الفيلم حول معاناة مخرج شاب، من أجل إيجاد موضوع ل”شريطه” الأول، حيث يتتبع المشاهد حياته اليومية، رفقة بطله المفضل والبطلة، التي هي في نفس الوقت صديقته. وعبر عملية التتبع ينقل المخرج معاناة الفنان مع الرقابة، ومن مشاكل البحث عن التمويل المادي، بالإضافة إلى خطورة الاقتراب من “الثالوث المحرم”: الدين، السياسة، والجنس!. وإذا كان العديد من المتتبعين قد استحسنوا فكرة الفيلم، ومضمونه الذي يحاول عكس قلق المبدع، فإن الغالبية استهجنت مشاهده الساخنة “جدا”، وحواره الجريء، مما دفع العديد من العائلات في أكثر من قاعة سينمائية إلى الانسحاب، وعدم تكملة مشاهدة الفيلم، لتصل الأمور إلى مداها الأبعد يوم عيد الأضحى، حيث حضر جمهور أكبر لحضور العرض، قبل أن يخرج مستهجنا بسبب مشاهده، وهو ما دفع القاعة المستضيفة إلى اتخاذ قرار الإيقاف، رغم أنها مازالت تعرض ملصقه، حيث أن العديد من الأشخاص يحضرون من أجل مشاهدته، قبل أن يفاجأوا بسحبه. إلا أن الملف في كل هذا الجدل حول الفيلم في الشارع المغربي، عدم تعرضه للهجوم من طرف “الإسلاميين”، بعد أن كانت جريدة “التجديد” القريبة من حزب “العدالة والتنمية” الإسلامي، قد كتبت افتتاحية تؤكد فيها أنه سيتم تجنب انتقاد بعض الأفلام المثيرة، بعد أن تبين -حسب الجريدة- أن بعض المخرجين يتعمدون الإثارة من أجل إحداث الجدل، وبالتالي جلب أكبر عدد من الجماهير، مما يحقق ربحا ماديا للمخرجين. وكانت السينما المغربية قد عرفت على مدار السنوات الأخيرة، العديد من النقاشات حول مجموعة من الأفلام، التي وصفت بالمثيرة والجريئة. إلا أن الجدل لم يصل إلى حد المنع، إلا مع فيلم واحد “لحظة ظلام” لنبيل عيوش، والذي لم يجد طريقه إلى القاعات، بعد أن رفض المخرج حذف بعض المشاهد منه، إلا أنه عرض على مجموعة من القنوات الأوربية، في حين عرضت أفلام أخرى، بالرغم من الجدل حولها، مثل “كازانيغيرا” لنور الدين لخماري، و”حجاب الحب” لعزيز السالمي، وهي الأفلام التي حققت عائدات مالية كبيرة. بوستر الفيلم المغرب | حرية تعبير | سينما | فيلم