قتل 53 شخصاً وأصيب نحو 100 آخرون في تفجير نفَّذه انتحاري جنوب العراق صباح أمس، وأكدت المصادر وجود نساء وأطفال بين ضحايا التفجير الذي استهدف زواراً شيعة كانوا في طريقهم إلى مدينة كربلاء لإحياء "أربعينية الحسين". وأشار مصدر مسؤول بالشرطة رفض الكشف عن اسمه إلى أن منفِّذ الهجوم كان يرتدي ملابس شرطة ويحمل هوية شرطي مزوَّرة وكان يوزِّع الحلوى على الزوَّار، وأنه أقدم على تفجير نفسه عندما حاول أحد عناصر الشرطة تفتيشه. وقال المصدر إن القوات الأمنية سارعت إلى تطويق مستشفى البصرة الرئيس خشية وقوع المزيد من الهجمات. من جانبه قال نائب رئيس مجلس محافظة البصرة أحمد السليطي "الحصيلة المتوفِرة لدينا الآن هي استشهاد 53 شخصاً وجرح أكثر من مئة، ونحن بانتظار تفاصيل أكثر من القوات الأمنية حول الجهة التي تقف وراء الهجوم وكيف تمكَّنت من تنفيذه رغم نشر السلطات لعشرات الآلاف من قوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية لتوفير الحماية للزوار". ويأتي ذلك الهجوم في الوقت الذي يشهد فيه العراق أزمة سياسية خانقة بين ائتلاف دولة القانون الذي يقوده رئيس الحكومة نوري المالكي والقائمة العراقية برئاسة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي وصلت قمتها بعد إصدار مذكرة قضائية باعتقال نائب الرئيس طارق الهاشمي بتهمة قيادة فرق موت. وفي هذا الإطار دعا القيادي في القائمة صالح المطلك رئيس الوزراء نوري المالكي للتنحِّي، محذِّراً من أن الأزمة السياسية قد تؤدي إلى صراع طائفي إقليمي أوسع وإلى تقسيم البلاد. وقال إن العنف سيتصاعد إذا بقي المالكي في السلطة، داعياً الكتل السياسية بالبرلمان للتصويت على حجب الثقة عنه. ووجَّه المطلك اتهامات لإيران بالضلوع في هذه الأزمة من خلال الضغط للإبقاء على رئيس الحكومة.