يتخوف أصحاب محال صغيرة "دكاكين" عاملة بمجال المستلزمات النسائية في مدن وقرى الأحساء من توقف أعمالهم بسبب قرار تأنيث المحال النسائية. وأوضحوا خلال حديثهم إلى "الوطن" أن مكتب العمل في الأحساء، اشترط عليهم توفير 3 نساء عاملات في المحل وحارس أمام بوابة المحل ودورة مياه وتأمينات اجتماعية وصحية للعاملات. وأكدوا أن مكتب العمل منح عددا من المحال مهلة 40 يوماً لتصحيح أوضاعهم، انتهت الخميس الماضي، وأخذ عليهم إقرارات خطية بتنفيذ تلك الاشتراطات، فبدلاً من تنفيذ تلك الاشتراطات، قرروا تصفية محلاتهم وبيعها لعدم قدرتهم على تنفيذها، مشددين على أن المتضررين من تطبيق القرار هم أصحاب المحال الذي يبيعون بأنفسهم ووحدهم داخل المحل. وقال خالد عبدالعزيز الظفر "بائع وصاحب محل" إن كثيرا من أصحاب "الدكاكين" الصغيرة متضررون من القرار، باعتبارهم من أصحاب الدخل المحدود "المعيلين لعائلة"، وبعض منهم مثقلون بالديون، وهم الذين يعملون بأنفسهم دون جلب عمالة داخل محلاتهم، مضيفاً أنه رب لأسرة مكونة من زوجة و5 أطفال ويسكن في شقة بالإيجار السنوي، ويعمل في هذا المحل بمفرده منذ أكثر من 22 عاماً، واصفاً تطبيق تلك الاشتراطات ب "المرهقة". وأكد أنه قرر تصفية محله وبيع بضاعته بأسعار زهيدة لإغلاق المحل، بسبب عدم مقدرته توفير تلك الاشتراطات، وملاحقته المتكررة من قبل الجهات المسؤولة، لافتاً إلى أنه سيكون بعد أيام قليلة عاطلاً عن العمل ودون مورد مالي ولن يكون لديه مورد آخر يسد حاجته وأسرته ويغطي متطلباتهم، لا سيما أنه تسلم مساء الاثنين الماضي إنذاراً رسمياً من المراقبين في مكتب العمل بالأحساء بتطبيق عقوبة الإغلاق في حال عدم التزامه بالاشتراطات. وأشار محمد الهاجري "بائع وصاحب محل" إلى أن القرار سيتسبب في إغلاق مئات المحال، وسيلحق أضراراً مالية فادحة تقدر بمئات الملايين من الريالات، وهي مبالغ تجهيزات وديكورات المحال، والبضائع المتوفرة فيها، لا سيما أن معظم البضائع المتوفرة في المحال يشترونها من الموردين بالآجل، فهم لا يزالون يسددون مبالغها. وأضاف أن بتطبيق تلك الاشتراطات، سيتكبد خسائر شهرية كأجور للعاملات والحارس والتأمينات الشهرية ورسوم إيجار المحل أكثر من 15 ألف ريال، في الوقت الذي سيكون فيها عاطلاً عن العمل. بدوره، دعا رئيس غرفة الأحساء صالح العفالق في تصريح إلى "الوطن" أمس الجهات المعنية في وزارة العمل لدراسة أوضاع الباعة "أصحاب تلك المحلات" الذين يعملون بأنفسهم داخل تلك المحلات الصغيرة. وأكد أن أعدادهم قليلة جداً، مقارنة بأعدادهم الكبيرة في المحلات والمتاجر وداخل المجمعات التجارية. وأشار إلى أن قرار تأنيث متاجر المستلزمات النسائية صائب، وغرفة الأحساء داعمة لتنفيذه، ودعت جميع رجال الأعمال والمنتسبين للغرفة المستثمرين في هذا القطاع للعمل به، موضحاً أن الغرفة نفذت كثيرا من البرامج التدريبية للفتيات لتأهيلهن للعمل داخل المتاجر.