دون سجل حوادث "حرائق المدارس" بالمملكة، حادثة جديدة بعد تعرض المدرسة الثانوية السابعة للبنات بحي الجسر بمحافظة الخبر إلى حريق تسبب في إصابة 5 طالبات ومعلمة، وإخلاء 465 طالبة، فيما صنفه الدفاع المدني بالجنائي. ورصدت "الوطن" ميدانيا الدقائق الأولى لاندلاع الحريق الذي نتج عنه إصابة معلمة واحدة، و5 طالبات جرى إسعاف 4 منهن داخل المدرسة، ونقل حالة إصابة واحدة عبر سيارة الإسعاف إلى أحد المستشفيات القريبة، وإخلاء 465 طالبة من مبنى المدرسة. وأشارت آراء بعض المعلمات إلى أن عبث عدد من الطالبات بحرق أوراق معينة أدى إلى اشتعال حريق محدود عند سلالم السطح في الطابق العلوي من المدرسة. وهو ما يتطابق مع معلومات أولية حصلت عليها "الوطن" تشير إلى أن سبب الحريق يعود لعبث بعض الطالبات وحرق بعض الأوراق المهملة، وهو ما رصدته "الوطن" بالصور. ورغم الجهود الكبيرة التي بذلتها مديرة المدرسة مرفت الجريسي والمعلمات في إنقاذ الطالبات والحفاظ على سلامتهن، إلا أن ذعر الطالبات ساهم في تدافعهن عند السلالم خاصة وأن المدرسة لا توجد فيها سلالم طوارئ. مما نتج عنه إصابة عشر طالبات باختناقات وإصابات متفاوتة تم إسعافهن فورا بإسعاف أولي داخل المدرسة، كما سجل الدفاع المدني حالة إصابة واحدة نقلتها سيارة الإسعاف الى المستشفى. ورصدت "الوطن" كذلك الجهود الاستثنائية لمعلمات المدرسة، حيث قمن بحمل "المياه" بكل اتجاه لإطفاء الحريق فيما تولت أخريات محاولات تنظيم خروج الطالبات والحد من تدافعهن، وتوجيههن إلى مخرج طوارئ خلفي في الباحة الخارجية، وقد ساهم تسرب الخبر إلى أولياء الأمور في تجمعهم أمام باب الطوارئ الخارجي واضطرارهم إلى كسر البوابة في محاولة منهم لإخراج الطالبات المحتجزات، وهو ما أكده ل"الوطن" حارس المدرسة الذي يدعى ب"أبا طالب الصحبي". وقد أثارت حالة الهلع من الحريق خروج الطالبات دون عباءات وتكدس أكثر من 200 طالبة في الباص الخاص بالمدرسة واختبائهم داخله تحرجا من عدم لبسهن العباءة، مما كاد أن يتسبب في اختناق عدد منهن داخل الباص. مديرة المدرسة السابعة الثانوية، مرفت الجريسي، قالت ل"الوطن" أمس إن دخانا تسرب من الدور العلوي أثناء الفسحة، وهو ما جعلني أعاين المكان وأتوجه إليه على الفور، ومن ثم قمت بتوجيه المعلمات إلى ثلاث مجموعات أولاها مجموعة تتولى إطفاء الحريق وتناول المياه من دورات المياه، والمجموعة الثانية تهتم بتنظيم خروج الطالبات والوصول معهن إلى منطقة آمنة في الباحة الخلفية للمبنى، والمجموعة الأخيرة تهتم بالاتصال بأولياء الأمور لاستدعائهم لاستلام الطالبات، مؤكدة أنه تمت السيطرة على الحريق قبل وصول الدفاع المدني، مؤكدة بقولها: "سبق وأن نفذت إدارة المدرسة خطتي إخلاء خلال هذا العام". معتبرة إياها محاولات ناجحة استفيد منها في هذا الحادث. سلمان الغنامي - ولي أمر الطالبة غدير بالصف الأول ثانوي - قال ل"الوطن" أمس: "وجدت الباب الرئيس مغلقا وتوجهت إلى باب الطوارئ الخلفي، وسمعت صراخ الطالبات خلف البوابة التي كانت الرمال المتراكمة عليها تعيق فتح بابها مما اضطرنا كأولياء أمور إلى كسر الباب وإنقاذ بناتنا". وأكدت مصادر ل"الوطن" أمس، أن إدارة الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية حولت ملف الحريق إلى الشرطة لاتخاذ الإجراء اللازم والبحث في أسبابه والمتسببين به، بعد تصنيف الحادث ب"الجنائي المفتعل". وأوضح مدير فرع هيئة الهلال الأحمر بالشرقية عبدالله العامر أن الإصابات جميعها عبارة عن خوف وهلع وضيق تنفس، وتم نقل إصابتين الأولى معلمة إلى مستشفى أرامكو بالظهران، والثانية طالبة إلى المستشفى الجامعي بالخبر، وتم علاج 4 حالات في نفس الموقع. مؤكدا مشاركة الهلال الأحمر ب3 فرق إسعافية وفرقة واحدة للتدخل السريع تحتوي على طبيب وأجهزة متطورة للتعامل مع مثل هذه الحوادث. وقال الناطق الإعلامي لإدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية خالد الحماد في تصريح أمس إن الحريق كان محدودا وتم التعامل معه في حينه قبل وصول الدفاع المدني، مضيفا أنه تم إرسال فريق من تعليم الشرقية للوقوف على الحادثة، مبينا أن التحقيق جار حاليا لمعرفة ملابسات الحادث وأسبابه.