لم يكن ليغضب لولا وجود سبب حقيقي، لكن غياب المثقفين القاتل عن ملتقاهم الثاني الذي عقد في الرياض، أخرجه عن طوره، ليصف أمين عام جائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالله بن صالح العثيمين بدايةً الملتقى ب"الفاشل". غياب المثقفين عن ملتقاهم، تكرر لليوم الثاني، وهو ما دفع بالعثيمين إلى الاعتذار عن إلقاء ورقته الصباحية لعدم التزام المدعوين بموعد الجلسة، ليعدل عن قراره استجابة لطلب نزر يسير من جمهور المثقفين. موجة الغضب امتدت إلى الجسة الثالثة، التي أثار فيها مثقف كويتي حفيظة المثقفين السعوديين بعد استخدامه سياسة "فرد العضلات"، ومباهاته بسقف الحرية التي يعيشها الكويتيون. ------------------------------------------------------------------------ دعت الأميرة عادلة بنت عبدالله إلى تحويل الشعارات الحالمة إلى معامل إنتاج وتنمية وأن يقود المجتمع بفكره لا بعفوية الجموع، وأن يتوجه إلى الانفتاح الخارجي مع الحفاظ على الهوية الثقافية والتفرد الحضاري، والقدرة على توضيح الأسس. وأكدت الأميرة عادلة بنت عبدالله في كلمتها في الملتقى الثاني للمثقفين السعوديين أنه لن يتم الخلط بين الثوابت الحقيقية والعادات والتقاليد ودعت الجميع إلى إزالة المعوقات التشريعية والإدارية والاجتماعية والاقتصادية التي تعرقل مسيرة المرأة في المجتمع، قائلة: إن من أهم التحديات التي تواجه المرأة هو ضعف مشاركتها في عملية صنع القرار، ومحدودية فرص التعليم المتخصص والتدريب واكتساب الخبرة هذا عدا التحديات الاجتماعية المرتبطة بقناعات وممارسات المجتمع المحلي والذي يؤثر سلبا على دورها في ممارسة حقها القيادي؛ مما يؤدي إلى القصور التنموي الذي لا يمنح الفرصة للنساء بالمشاركة الفاعلة. وطرحت الأميرة عادلة تقرير الأممالمتحدة عن السعودية لعام 2010 ويشير إلى أن عدم توازن الفرص بين الجنسين أنتج خسائر بنسبة 76% من التنمية البشرية وهي من أعلى النسب، موضحة أنه لا يمكن الوصول إلى مجتمع فاعل إذا لم تأخذ المرأة حقها في الشراكة. وطالبت بتنفيذ برامج إعلامية تلقي الضوء على السلوكيات الخاطئة التي تمارس على المرأة وأثرها السلبي على المجتمع بأكمله، وإبراز إنجازات المرأة، ونشر النصوص الدينية المكرمة للمرأة ودورها في المجتمع، وتوظيف خريجات الإعلام في وزارة الثقافة والإعلام لبناء قاعدة من المتخصصات. من جانبها، اتهمت الدكتورة لمياء باعشن في كلمتها التي ألقتها المجتمع الذي صور المرأة كقضية من خلال الجملة المتداولة "ملف المرأة أو قضية المرأة" وكأنها إشكالية دائمة وأنها قضية لا يمكنها أن تتدخل في كافة قضايا الرأي العام، وأن وجودها ليس إلا قضية اجتماعية وليس كيانا إنسانيا. واتهمت باعشن وزارة الثقافة والإعلام بالتقصير من ناحية التمكين الإداري وصناعة القرار ورسم الخطط وتحديد التوجهات فيما أوضحت أن الوزارة اكتفت بتشكيل لجان نسائية من أربع عضوات في وكالة الثقافة وحدد مهامها بالاستشارة التنفيذية للتنسيق وتقديم خطط برامج المرأة والطفل فقط مما يضع الوزارة تحت تأثير المقولات السائدة بالنظرة التقليدية التي ترى أن المرأة لا تستشار إلا فيما يخص الأسرة والطفل. وكانت رؤية الكويتي الدكتور محمد بن غانم الرميحي أن بلاده سبقت المملكة بالحرية الأمر الذي جعل الثقافة مرتفعة بها أثارت سخط أم كلثوم الحكمي التي ردت عليه بالقول: "هل ترانا مكبلين ومقيدين لكي تقول ذلك، فنحن ننعم بحرية ونعيش في عصر ذهبي في عهد خادم الحرمين الشريفين". وقالت الحكمي خلال مداخلتها "إن وصف الرميحي كان كالرصاصة على مسامعنا"، في ردها على رؤية الرميحي الذي أكد فيها أن نمو الثقافة في الكويت ليس لعبقرية مواطنيها وإنما لارتفاع سقف الحرية، وأن المجتمعات لن تحظى بالثقافة ما لم تحظ بالحرية. وأشار الرميحي إلى أن المجتمع السعودي لديه عوامل قوى ثقافية، حيث إنه ذكر لطلبته في جامعة الكويت بأن ما فوق الأرض بالسعودية هو أغلى مما تكتنزه أرضها، إلا أنه ذكر أن القوى الثقافية في السعودية غير منتبهة لها حتى الآن، ولا تستخدم بشكل صحيح.