أوضح الأمين العام للهيئة الاستشارية للثقافة بوزارة الثقافة والإعلام الأمين العام لملتقى المثقفين السعوديين الثاني محمد رضا نصر الله، أن الملتقى ينطلق اليوم «وسط تغيرات اجتماعية وثقافية»، مشيراً إلى أن المشاركين سيتحسسونها «وهم يعقدون العزم على إعادة هيكلية القطاع الثقافي في المملكة»، لافتاً إلى أن الثقافة «أصبحت تشكل بعداً مهماً في إدارة المجتمعات والعلاقات الدولية، بما أضحى يصطلح عليه ب «القوة الناعمة». وقال ل «الحياة» بمناسبة انطلاق ملتقى المثقفين الثاني في مركز الملك فهد الثقافي ويستمر أربعة أيام ويحضره نحو ألف مثقف من أنحاء البلاد: إن المملكة تتوافر على عناصر القوة الاستراتيجية، إذا ما وظفت رأس مالها الرمزي، المتمثل في وجود المؤثرات الشعبية والخبرة التاريخية، إضافة إلى المكانة التي تحتلها السعودية اليوم إقليمياً ودولياً، ويكفي أنها الدولة العربية الوحيدة التي تعد عضواً في نادي العشرين». ولفت إلى أن أوراق الملتقى، «ذات طبيعة إجرائية لأفكار ممكنة التطبيق. وعلى ضوء الاستراتجية ستطالب وزارة الثقافة والإعلام الحكومة بالتمويل اللازم، وكذلك بالاستعانة بالخبرات الثقافية والأكاديمية في إدارة المؤسسات الثقافية المزمع انشاؤها بعد هيكلة القطاعات الثقافية». وأشار إلى كل متطلبات عناصر المجتمع الثقافي، «من أدب وفن تشكيلي ومسرحي وضوئي ومؤثرات شعبية، ونحت، وثقافة الطفل ودور المرأة الثقافي، كلها تحتاج إلى أبنية مؤسسية حديثة، ينتظر من القطاع الأهلي أن يكون شريكاً في إدارتها وستقوم الوزارة بإعداد التصورات اللائحية والتشريعية، وسيفاد من التجارب العربية والدولية، لذلك تمت دعوة بعض أبرز الخبرات في هذا المجال، لتبدأ المملكة من حيث انتهى الآخرون». وقال نصر الله إن الفنون الأدبية، من شعر وقصة ورواية، الذي طالب البعض بتواجده ضمن البرنامج الثقافي للملتقى، ليس الملتقى مكان مناقشتها، «فهذه أمور تختص بها الأندية، وإن كان هناك توجه لتجريب فكرة المراكز الثقافية بوصفها الأقدر على تمثل المجتمع الثقافي والإبداعي الجديد في المملكة، وهذا واحد من المحاور»، مضيفاً أن وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة، سيلعن اليوم تحييد دور الوزارة في المناقشات، ولن يجد المشاركون سوى المساندة والمؤازرة، شريطة أن تكون الأفكار المطروحة مفيدة وبناءة، وقادرة على أن تتحول إلى مشاريع عمل». واعتبر الأمين العام لملتقى المثقفين الآراء التي أدلى بها المثقفون حول الملتقى، « إيجابية جداً». وتمنى أن تتواصل هذه الردود، «بخاصة النقد الإيجابي، فالمجتمع الثقافي في حاجة إلى أفكار خلاقة، وبالتأكيد المبدع هو الأقدر على أن يعبر عن معاناته وهمومه وتطلعاته. ولا يعقل للمملكة ألا تتوافر على بنية تحتية، فلا توجد مقار للأندية الأدبية أو متاحف للفنون التشكيلة أو أندية للأطفال»، كاشفاً أن عدداً من مقار للمراكز الثقافية قد بدأ تنفيذه في عدد من مدن المملكة، على غرار مركز الملك فهد الثقافي، مشدداً على أن المراكز الثقافية تحتاج إلى «خيال إداري جديد عند الأدباء والفنانين لكي يتجاوزوا فكرة الأندية، التي فصلت قبل عقود على مقاس الرحيل الأول». وأشاد نصرالله بالفكرة التي طرحها الدكتور سعد البازعي في مقاله المنشور في «الحياة» عدد أمس، أي الحاجة إلى مجلس أعلى للثقافة، لافتاً إلى أن المجلس الأعلى للثقافة، بمثابة برلمان ثقافي للمثقفين يقومون فيه بالتشريع وصياغة الأفكار والمقترحات وتقديمها لوزارة الثقافة، موضحاً أن هذه الفكرة سبق للجنة الشئون الثقافية في مجلس الشورى سبق أن تبنتها. وقال الأمين العام للهيئة الاستشارية أن الملتقى سيعرض فيلمين سينمائيين، أثناء حفلة العشاء التي ستقيمها الوزارة برعاية الأميرة عادلة بنت عبدالله وبحضور المشاركات والمدعوات من المجتمع الثقافي والأكاديمي النسوي، الأول: فيلم «الطريق إلى مكة» وهو بتمويل سعودي وأخرجه مخرج أميركي. أما الثاني فهو «ظلال الصمت» للمخرج السعودي عبد الله المحيسن، الذي سيعرض في عصر يوم الخميس، مشيراً إلى أنه «أول فيلم يعالج قضية المثقفين والسلطة»، ويتبع ذلك حلقة نقاش عن الفنون البصرية. من جهة أخرى، كان وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة قال في تصريح إن الملتقى «يأتي في سياق اهتمام خادم الحرمين الشريفين ببناء الإنسان السعودي وتعميق وعيه الحضاري، والمحافظة على انتمائه الإسلامي وهويته العربية وولائه الوطني خصوصاً في هذا العصر، إذ اجتاحت تيارات العولمة. خصوصيات الشعوب وثقافاتها الوطنية». ومن أبرز المحاور التي يتضمنها البرنامج الثقافي للملتقى «المكتبات العامة» و «الجوائز الثقافية» و«دور المرأة الثقافي» و «الخبرات الثقافية العربية والدولية» و «المراكز الثقافية» و «التراث الموسيقى والفنون الشعبية» وسواهما من محاور ويشارك فيها عدد كبير من الباحثين والأسماء المعروفة ومنهم: فيصل بن معمر، هشام بن عبدالله العباس، وراشد بن سعد القحطاني، وفاتن سعيد بامفلح، وصدقة فاضل وفهد السماري وعبدالله العثيمين، وحسين بافقيه، وسعد محمد الشيخ، وسهام الصويغ، والأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز، ولمياء باعشن، وعزيزة المانع، ثريا العريض، والأمير سلطان بن سلمان، ووزير المالية إبراهيم العساف ووزير الثقافة الإماراتي عبد الرحمن العويس ومنى خازندار ومي آ ل خليفة، وطارق متري وعلي اليوحة وعبدالرحمن الأنصاري ووفاء التويجري ووفاء السبيل وهند خليفة وفاطمة الحسين ومها السنان وبدر بن عبد المحسن وأحمد بن محمد الضبيب وهيفاء المنصور.